الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتوقف الحكم على تقرير الطب الشرعي

السؤال

شيخنا الفاضل: أود استفتاءكم في أمر قد ضاق به صدري، خوفاً من أن أكون آثمة أنا وزوجي.
كان لديَّ طفل عمره خمسة أعوام، يعيش في حالة يسمونها الغيبوبة النباتية، لا يستطيع حراكاً. وشُخِّص على أنه مصاب بشلل رباعي، مع غياب وعي عن كل ما يحيط به.
سافرت به إلى ألمانيا طلباً للعلاج، ولكن لم نجد علاجاً له، ولأننا هنا ليس لدينا عائلة سوى أنا وزوجي والأطفال الثلاث، كنا نضطر أحيانا لتركه في البيت بعض الوقت لقضاء بعض الشؤون. وقدر الله قبل شهر أن نعود للبيت بعد غياب ساعة ونصف، فنجد قلبه قد توقف. وطلبنا له الإسعاف فحاولوا إسعافه، ولكنه توفي.
يعلم الله كم آلم فراقه قلوبنا، وفوق ذلك عذاب الضمير والخوف من أن يحاسبنا الله على ذلك. لا زلنا ننتظر تقرير الطب الشرعي في سبب وفاته. لكن سؤالي: هل نأثم على تركنا له في البيت وحده؟ وهل يعتبر هذا تفريطا وقتلا له؟ وماذا عليَّ أن أفعل حتى نبرأ إلى الله، مع العلم أنه لم يكن يتحرك فيؤذي نفسه، وأحيانا يكون وحده مثل هذه المدة، وأكون في شأن البيت أو نائمة أو نحو ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يخلفكم خيرا، وأن يجعل هذا الطفل فرطا لأبويه إلى الجنة.
وأما جواب السؤال: فالذي نراه أن غياب الأبوين عن هذا الطفل الذي لا يمكن أن يؤذي نفسه لعدم حركته، لهذه المدة القصيرة: لا تعتبر تفريطا مؤديا للوفاة، فإن تركه وحده لمثل هذه المدة يحدث وأمه معه في البيت، عند نومها، أو انشغالها بشأن البيت ونحو ذلك، كما ذكرت السائلة.

وعلى أية حال، فتقرير الطب الشرعي سيبين سبب الوفاة، وعليه يمكن أن يبنى الحكم بالتفريط أو عدمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني