الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتحمل الإثم والتبعة المصرُّ على القطيعة

السؤال

أنا متزوجة، ولديَّ إخوة، أخي الصغير منذ عامين لا يتكلم معي بدون أي سبب؛ حيث إنه تشاجر مع أمي، وأصبح لا يكلمنا أنا وأخواتي، حتى أمي لم يكلمها مدة ستة أشهر، حتى يوم العيد طلب منها السماح هي فقط، وأنا لا يكلمني منذ ذلك الوقت، ولم يترك لي الفرصة حتى أسأله عن السبب؛ حيث إنه عندما يراني من بعيد يغير طريقه، والمكان الذي أكون فيه لا يدخله. أمرض، وأدخل المستشفى، ولا يسأل عني، ولا عن أولادي، حتى في الأعياد لا يغفر عليَّ، ولا يقبل عليَّ، سألته أمي، لكنه لا يقول لها أي شيء، وعندما يراني يدير وجهه، وهذا ما يحز في نفسي، وأبكي بحرقة؛ حيث إنني أنا من ربيته عندما كان صغيرا.
سؤالي هو: هل أحاسب أنا أيضا على ما يفعله؟ أي هل أعمالي أيضا لا تصعد يوم الاثنين والخميس؛ لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى نتصالح؟ أم أعماله هو فقط؟ مع أني حاولت الإصلاح، لكنه لم يترك لي أيَّ مجال كي نتصالح.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت القطيعة من قِبَله هو، ولم تكن منك قطيعة له، فلا إثم عليك في ذلك، ولكن الإثم عليه، وكذلك الحال بالنسبة لتبعة هذا التصرف من عدم رفع العمل يوم الاثنين ويوم الخميس، ونيل المغفرة. ولا ينبغي ترك الحال على ما هو عليه، بل الأولى السعي في الإصلاح، وإنهاء القطيعة بانتداب الفضلاء والعقلاء من الناس، فالإصلاح من أعظم القربات؛ كما سبق وأن أوضحنا في الفتوى: 50300.

ويجب بذل النصح له، وتذكيره بالله عز وجل، وبخطورة عقوق الأم وقطيعة الرحم، قال البخاري في الأدب المفرد: باب عقوبة عقوق الوالدين: عن أبي بكرة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجَّلَ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةُ، مَعَ مَا يُدَّخَرُ له، من البغي، وقطيعة الرحم.

ويمكن أيضا الاستفادة من النصوص المضمنة في الفتويين: 392026، 410290.

ولا تنسوا أن تكثروا من الدعاء له بصلاح الحال، والهداية إلى الصراط المستقيم، وخاصة دعاء الأم، فإنه أرجى للإجابة، ففي سنن ابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ثلاث دعوات يستجاب لهن، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني