الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يجب على المسلم التسليم لما أخبر عنه القرآن وإن لم يفهم المعنى

السؤال

سئلت من قبل أحد الذين يتصيدون على القرآن الكريم فقال لو كان الله الذي قال القرآن حسب كلامه لما قال عن الحمار إنه أنكر الأصوات وفي هذا إهانة لمخلوق من مخلوقات الله بل الواقع يثبت عكس الكلام فإن الآية تقول أنكر الأصوات ولم تقل إن من أنكر الأصوات وهناك أصوات أنكر من صوت هذا الحيوان الخدوم كصوت الطائرات وإزعاج السيارات وصوت المنكر فحددوا الجواب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: الأصل في المسلم أن يسأل عما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة وقد كره السلف رحمهم الله أن يسألوا عن أشياء لا تعود عليهم بالنفع. ومن ذلك مثلاً لما سئل الإمام ابن حجر رحمه الله عن سؤال الملكين في القبر بأي اللغات سيكون أجاب بما حاصله: إن هذا أمر لا يهمك في قليل ولا كثير، ولكن اسأل عما ينجيك من أهوال القبر نسأل الله السلامة. فسؤال السائل من هذا النوع من الأسئلة التي لا يحتاجها الغبي ولا يستفيد منها الذكي. إلا أني ألفت نظر السائل إلى بعض الأمور وليعيها جيداً: أولاً: الأصل في المؤمن وهو من صميم عقيدته أن يعتقد أن القرآن كلام الله وأنه خالٍ من أي تحريف أو نقص أو عيب، بل إن مجرد انقداح النقص أو العيب في القرآن في ذهن المرء وتمادي الشخص مع هذه النية الخبيثة يدل على عدم تسليمه الكامل، وأن في إيمانه خللاً. ثانياً: الأصل في المؤمن بكتاب الله سبحانه وتعالى أنه إذا انقدحت في نفسه مثل هذه الأمور أن يكون منهجه ما حكى الله في أوائل سورة آل عمران حيث قال سبحانه: (والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا) [آل عمران: 7]. وأن يقول : "آمنت بالله وبكتاب الله على مراد الله". ثالثاً: العقل هو مناط التصديق عند الشخص وهذا العقل لا يحمد صاحبه إلا إذا كان تابعاً للكتاب والسنة فشرع الله لقولنا كالشمس لأبصارنا فكما أن العين لا ترى إلا إذا سلط عليها الضوء فكذلك العقول لا تهتدي إلا إذا اقتيدت بشرع الله. وإقحام العقل في كل أمرٍ دون بصيرة ولا هدى ضلال وزيغ وعليه فإن محاكمة عقولنا لكتاب الله بحيث تكون عقولنا القاصرة حاكمة عليه هو أساس الزيغ والضلال وإلا فكيف يتجرأ هذا الشخص بحيث يقول: لو كان الله الذي قال القرآن. وعليه: ما الذي يضر هذا العاقل ـ أن يكون صوت الحمار أنكر. وهو كما قال الله تعالى أنكر الأصوات وليس ثم إهانة في ذلك لمخلوق خلقه الله تعالى حيث حكى الله حقيقة صوت الحمار، كما تشبه إنسانا ما بالغبي فهل هناك إهانة منك للغبي الذي خلقه الله أم إنك تصف حالة من الحالات، واحذرك يا أخي في الختام من السير مع أمثال هؤلاء الزائغين واعلم أن هؤلاء أهل هوى قد تمكن الشيطان من قلوبهم فملأها بالشكوك فما أبعدهم عن الحق. رزقنا الله وإياكم التسليم الكامل واليقين الصادق. الله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني