الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يعلم أنه سيكون نبيًّا؟

السؤال

هناك بعض البشائر والدلائل على نبوة الرسول، قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، فهل هذا يعني أنه علم قبل نزول الوحي أنه سيكون نبيًّا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا نعلم هل كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يعلم أنه سيكون نبيًّا، ولم نقف على كلام لأهل العلم في هذا.

ولا يبعد أن يكون قد علم بذلك، أو توقعه؛ فقد وقعت له أحداث تدل على أنه سيُبعثُ رسولًا، ومن ذلك:

قصة خروجه صلى الله عليه وسلم مع عمّه أبي طالب إلى الشام، ومرورهم بالراهب، وفيها: فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمُ الرَّاهِبُ حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ، هَذَا رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ، يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ: مَا عِلْمُكَ؟ فَقَالَ: إِنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ العَقَبَةِ، لَمْ يَبْقَ شَجَرٌ، وَلَا حَجَرٌ إِلَّا خَرَّ سَاجِدًا، وَلَا يَسْجُدَانِ إِلَّا لِنَبِيٍّ، وَإِنِّي أَعْرِفُهُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ... والقصة في سنن الترمذي.

وكانت بعض الجمادات تسلّم عليه بالرسالة قبل البعثة؛ ففي صحيح مسلم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ، كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ، إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ.

قال في تحفة الأحوذي: قَوْلُهُ (كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ) أَيْ: يَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. اهــ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني