الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر ترك الصلاة والدخول بالمرأة قبل كتابة العقد على صحة النكاح

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ 15سنة، ولديّ أطفال، وعندما تزوجت كان سني 17سنة، ولم أكن أفقه في الدين والدنيا شيئًا، فقد كنت لا أخرج من البيت، منعزلة عن العالم الخارجي، وبعد خطبتي على زوجي بدأنا إجراءات الزواج، وكانت الإجراءات معقدة؛ بسبب أنني قاصرة، واستغرقنا 3 أشهر في الذهاب إلى المحكمة، وفي هذه الفترة كان زوجي يتقرب مني، فأصدّه، إلى أن جاء يوم وقرّر هو وأبي أن نسافر إلى المدينة التي ولدتُ فيها؛ لكي يقوما بتعديل تاريخ ميلادي؛ لأبلغ سن 18عشر؛ لنعقد عند العدل بدون لحاجة للمحكمة.
سافرت مع أبي وزوجي، ونزلنا عند أخت زوجي الكبيرة، وهي في سن والدتي، وفي الليلة الأولى عزلت لنا الغرفة أنا وزوجي الذي كان خطيبي وقتها، وأخبرتني أن أخاها أخبرها أنه يعتبرني زوجته، ولأن الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، وأيضًا كلمني زوجي وأخبرني بنفس الكلام، واقتنعت بكلامه، ولأن أخته وأمه لم يبديا أي رفض لهذا الفعل، فظننت أن هذا الفعل ليس خطأ، بالإضافة إلى جهلي بأمور الدِّين.
وفي تلك الليلة دخل عليّ بعلم أخته، وأمّه، لكن كان بداخلي شيء يصرخ أن هذا حرام، لكنني لم أكن أعلم جزاء فعلتي.
وبعد أيام قليلة عقد قِراننا، وكنت دائمًا أخبر زوجي أننا زنينا، فكان يرد عليّ أنني زوجته، والنية تكفي، لكن الندم لم يفارقني كلما تذكرت الأمر.
وبعد مرور 15سنة كنت أقرأ كتابًا في فتاوى لكبار العلماء فتفاجأت بفتوى يخبرون فيها أن من دخل بامرأة قبل الزواج، وتزوجا بعد ذلك ولم يتوبا قبل زواجهما عن فعلتهما؛ فزواجهما باطل.
ووقتها لم أكن محافظة على الصلاة، فكنت أصلي وأقطع فترة، وكنت متذبذبة بين الحالتين، ولا أتذكر هل كنت وقت عقد القِران أصلي أم لا؟ لأني قرأت أيضًا فتوى أنه لا يصح عقد النكاح إن كان أحد الزوجين لا يصلي، لا أعلم حقيقة زواجي هل هو صحيح أم باطل؟
وهل كل هذه السنوات التي مرّت كنت أزني فيها، علمًا أنني أصلحت ما بيني وبين ربي بعد الزواج، فقد لبست النقاب، وحافظت على صلاتي، وعلى زوجي، فكنت نعم الزوجة الصالحة: حافظتُ على نفسي من الفتن، فزوجي مغترب، وكنت له نعم الزوجة، وحصّنت فرجي وحفظت غيبته.
ثانيًا: ما حكم أولادي الذين أنجبتهم؟
أنا أعيش في عذاب، وتائهة، ولا أعلم هل أنا متزوجة أم لا؟ وكيف أخبر زوجي أن زواجنا باطل؟ وهو سيأتي بعد أيام من غربة طويلة، وسيأتي مشتاقًا إليّ، فكيف أصدّه، وأخبره أن لا يلمسني؛ حتى نصحّح زواجنا؟ لا أعلم ماذا عليّ أن أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان زوجك جامعك قبل أن يعقد عليك العقد الشرعي؛ فقد فعل منكرًا شنيعًا، وقد كان عليك الامتناع من طاعته في هذا الفعل المحرم.

لكنّ ما دمت قد تبت إلى الله تعالى، فالتوبة تمحو ما قبلها.

وعلى فرض أنّك تزوجت قبل التوبة؛ فنكاحك صحيح عند كثير من أهل العلم، وراجعي الفتوى: 199913.

ولو فرض أنّك كنت متهاونة في الصلاة المفروضة، فهذا لا يبطل نكاحك؛ فإنّ الجمهور على أنّ تارك الصلاة كسلًا من غير جحود؛ لا يكفر بذلك كفرًا مخرجًا من الملة، وانظري الفتوى: 177285.

فالخلاصة؛ أنّ زواجك صحيح، فعاشري زوجك بالمعروف، ولا تلتفتي للوساوس، والشكوك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني