الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في عدم الاغتسال من العادة السرية بعد الفراغ من الصلوات

السؤال

كنت أمارس العادة السرية فترة طويلة من الزمن، واستمررت بعد الزواج، ولكنني كنت أغتسل، ولم أفوّت الصلوات، ومؤخرًا تبت -والحمد لله- من هذه العادة اللعينة، وأسأل الله قبول توبتي.
سؤالي هو: تراودني بين الحين والآخر هواجس أنني أحيانًا لم أغتسل، مع أنني لا أتصوّر أنني أصلّي وأنا على حدث أكبر -والعياذ بالله-، فهل الشكّ في عدم الغسل يوجب الإعادة؟ وكيف لي أن أتيقن عدد المرات التي لم أغتسل فيها، إن كان حصل ذلك؟ وهل يؤاخذنا ربنا على الشك، وعدم الترجيح، خاصة في أمر غاية في الخطورة، وهو الغسل؟
والشيطان -لعنه الله- يوسوس لي أن وقت الغسل الذي لم أقم به هو عندما كنت في الجامعة، أي قبل ٢٣ سنة، ولكنني أؤكد لكم أنني حتى تلك الفترة في الجامعة لم أفوّت أي صلاة، وكنت أؤدّي جميع الصلوات، وهذا يقينيّ، وليس مجرد ظن، وهل عليّ إعادة الصلوات طالما أن الصلاة لم تنهني عن الفحشاء والمنكر؟ أرجو إزالة هذا الهمّ الذي يعذبني ليل نهار. جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فصلواتك صحيحة، لا يجب عليك إعادة شيء منها.

وشكّك في كونك اغتسلت للصلاة، لا عبرة به؛ لأنه واقع بعد الفراغ من العبادة، والشك بعد الفراغ من العبادة، لا يؤثر في صحتها، قال الشيخ ابن عثيمين في منظومته في القواعد:

والشك بعد الفعل لا يؤثرُ ... وهكذا إذا الشكوك تكثرُ.

وانظر الفتوى: 120064.

فاطمئن -أيها الأخ الكريم-، ولا تُعِد شيئًا من صلواتك، واحمد الله الذي منّ عليك بالتوبة.

وأما كون صلاتك لم تنهك عن المعصية، فهذا لا يؤثر في صحتها، ما دامت وقعت مستوفية شروطها، وأركانها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني