الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصميم الأزياء بين الإباحة والحرمة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أنا شابة جزائرية لدي موهبة تصميم الأزياء، أريد معرفة حكم الشرع في هذه المهنة، وماهي الجوانب المسموح بها والممنوع منها في هذه المهنة، نريد تفصيلاً شاملاً لهذه المهنة؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الضابط في مشروعية العمل وإباحته كونه لا يؤدي لمحرم ولا يشتمل على محرم، ويحرم ما اشتمل على الحرام كالغش والقمار، كما يحرم ما أدى إلى الحرام لما فيه من التعاون على المعاصي، والتعاون عليها محرم بقول الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]. ولأن الوسائل لها أحكام المقاصد، وقد صرح العلماء بتحريم بيع العنب لمن يتخذه خمراً، وبتحريم بيع السلاح لمن يستعمله في الظلم وأذى المسلمين. وبناء على هذا؛ فإذا كنت تصممين أزياء ساترة ليس فيها تشبه بلباس الكافرات أو الفاجرات، أو أزياء جميلة على تصميم معين يستحسنه النساء ويتزين به لأزواجهن، ويؤمن أن يظهرن به أمام الأجانب، فهذا جائز. وإن كنت تصممين أزياء يستخدمها النساء في التبرج ويظهرن بها في الشوارع أو غير ذلك، فهذا حرام لما فيه من العون على المعاصي، ولا تنسي قول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3]. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا أبدلك به ماهو خير لك منه. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7278، 7307، 13364. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني