الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من تكرر الزنا عمدا

السؤال

أشكركم جميعا على هذا الموقع الرائع.
أنا أعيش في بلد أجنبي، وفيه جميع أشكال الفسق الأخلاقي، وكل ما يحرمه الله سبحانه وتعالى. أنا تجرأت، وارتكبت الزنا عدة مرات، وفي كل مرة أرجع وأتوب، وهكذا لمدة سنة، لكن هذه المرة أنا ندمان أشد الندم، ولم أعد أستمتع بحياتي. هل يوجد لي مغفرة؛ لأني قد ارتكتب الزنا عمدا، وأنا أعرف أنه حرام، وحرمه الله، وتكلمت بيني وبين نفسي أن الله غفور رحيم. إذا ارتكتب المعصية أتوب وأستغفر الله، وانتهت القصة، لكن وصل بي المطاف أني لم أعد أستطع أتحمل التفكير والهم وضيق الصدر. كيف رب العالمين يسامحني وأنا أرتكب المعاصي عمدا، وبدون مبالاة، وأنا أرتكب المعاصي بدون تفكير، ورغبتي تغلبني؟ هل رب العالمين سيسامحني؟ وأنا أعاهد نفسي، وأعاهدكم من هذا الموقع أني لم أعد أقترب للمعاصي في حياتي. أتمنى منكم أن تساعدوني، وتقولوا لي الطريق الصحيح. هل رب العالمين سيسامحني، ويمنحني مغفرته لأني قد تجرأت كثيرا على رب العالمين، وكل هذا عمدا. أشكركم جدا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فباب التوبة مفتوح، لا يغلق أمام أحد، حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا تبت توبة نصوحا مستجمعة لشروطها من الإقلاع عن الذنوب، والعزم على عدم معاودتها، والندم الأكيد على فعلها؛ فإن الله يتوب عليك، ويغفر لك.

ومهما كان ذنبك عظيما، فإن عفو الله تعالى أعظم، قال الله: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}، وقال: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

فأحسن ظنك بالله تعالى، وتب إليه، وأقبل عليه، وأكثر من الطاعات، ونوافل العبادات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وخذ بأسباب الاستقامة بجد وعزم، وابتعد عن أسباب مواقعة المعصية، والطرق المؤدية إليها، واصحب الصالحين، وحافظ على الفرائض، وأكثر من النوافل، والزم الذكر والدعاء والاستغفار.

نسأل الله أن يغفر لك، ويتوب عليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني