الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غلبة العطش من الأعذار المبيحة للفطر

السؤال

السلام عليكم. أنا أفطرت يوما من رمضان، و كنت حاملا في الشهر السابع، والسبب أنني أصبت بعطش شديد بعد رجوعي إلى المنزل (علما بأن هذا الشهر من رمضان جاء في فصل الصيف). و بعد أن شربت الماء أكلت على أساس أنني قد فطرت. حيث إنني بنيت إفطاري هذا على أساس الفتوى القائلة إنه يجوز للحامل الإفطار. فما هو الحكم في ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كان سبب الفطر ما ذكرت من شدة العطش، فلا حرج عليك إن شاء الله تعالى في ما فعلت، لأن العطش الشديد موجب للفطر كالمرض، قال صاحب "بدائع الصنائع" وهو حنفي: الأعذار المسقطة للإثم هي المرض والسفر والإكراه والحبل والرضاع والجوع والعطش وكبر السن، لكن بعضها مرخص، وبعضها مبيح مطلق لا موجب. اهـ. وقال صاحب "الكفاف" الشنقيطي المالكي: وجاز الإفطار بما زاد على ما اعتيد من جوع وشيطان الفلا وشيطان الفلا هو العطش. وفي حاشيتي قليوبي وعميرة وهما من علماء الشافعية: ومثل المرض غلبة جوع وعطش. ويشهد لما قدمنا قوله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج: 78]. والصبر على العطش الشديد الزائد على طور المعتاد فيه حرج واضح. وراجع الجواب: 17190، والجواب: 2261. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني