الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من طلبت الطلاق لعدم قدرتها على القيام بحقوق زوجها لحزنها على موت أبيها

السؤال

أنا أم لطفلين: بنت وولد.
وأنا وزوجي كانت بيننا مشاكل، لدرجة أنها وصلت للضرب والإهانة. وأصبحت الحياة بيننا جحيما، وذلك بسبب حزني الشديد على أبي المتوفى منذ سنة، وكان هناك سر يخصني أنا وأبي، وأخبرته به، وهو الذي أصر على أن أقوله له. وبعدها تعبت أكثر، لدرجة أني لا أنام، ودائما أبكي.
وهو لم يعد يتحمل، ويقول لي: ليس لي ذنب، ويقول لي: مللت، لدرجة أنه قال لي: لم أعد أتحملك، ومغصوب عليك.
فطلبت منه الطلاق، وبالفعل قال لي: أنت طالق، وأخذ ابني معه، وترك لي بنتي. أنا أعيش مع أمي حاليا في شقة في البيت.
فهل أنا مذنبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت منعت زوجك حقّه في الاستمتاع، وتركت التزين له تلك المدة الطويلة، حزناً على فراق أبيك؛ فقد أثمت بذلك وظلمت زوجك.

وإذا كنت سألت زوجك الطلاق من أجل ذلك؛ فقد عصيت ربك، فالمرأة منهية عن الإحداد على غير زوجها فوق ثلاثة أيام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تحد المرأة على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا. متفق عليه.
والمرأة منهية عن سؤال الطلاق لغير مسوّغ، قال صلى الله عليه وسلم: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ. رواه أحمد.

أمّا إذا كان الحزن قد غلب عليك بحيث لا تستطيعين دفعه، ولم تقدري على القيام بحقّ زوجك فسألت الطلاق؛ فلا إثم عليك حينئذ.
والذي ننصحك به ألا تتمادي مع هذا الحزن، وأن تستعيني بالله تعالى، وتتفاهمي مع زوجك حتى يراجعك وتعاشريه بالمعروف.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني