الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحتاط المرأة عند فتح حساب في وسائل التواصل الاجتماعي

السؤال

أنا فتاة، دخلت لموقع افتراضي مرة صدفة، يتناقشون فيه عن بعض مشاكل الناس وحلولها، من خلال الموقع وجدت صدفة زميلا يدرس معي. المهم الواقع لا يشهد أي علاقة بيننا والحمد لله. فقط بعض المحادثات العامة، لكن لأشهر في الموقع. أنا توقفت منذ أسبوع، اعتبرت الأمر قلة نضج كبير مني. المهم اكتشفت أن الشخص قرأ محادثات بيني وبين صديقتي من خلال حسابي على الفيس بوك، وأيضا دخل لبريدي الالكتروني، وهذه هي المشكلة الآن. أصبحت أتنقل من حساب لحساب. أمحو هذا، وأفتح هذا جديدا لكي لا أتعرض لذلك مرة أخرى.
المهم أنا رافضة للعلاقة ليست فقط لأنها حرام -غفر الله لنا جميعا- بل رافضة لجميع أوجه العلاقة حتى لو كانت حلالا أو واقعا وغيره. وأنا طبعا كنت مخطئة. وأصلا ربما لا تسمى علاقة، فالحمد لله، الأمر سطحي يعني لا يضخم. وأنا أتمنى لنفسي وله وللجميع الخير حيثما كان.
الآن ما رأيكم؟ هل أتجاهل موضوع الدخول لحسابي؟ أي هل أنشئ متى شئت حسابا، وأتحدث به عاديا، ولا أبعث صورا، وأتجاهل الموضوع نهائيا؟ أو أستمر بطريقة فتح وغلق وهكذا؟ أنا أرى أتجاهل الموضوع ما رأيكم؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت بتركك التواصل مع هذا الشاب، وقطعك هذه المحادثات معه، فهي وإن وصفتها بأنها محادثات عامة إلا أنها قد تفتح بابا للشر والفساد، فما سلكته من قطعها هو مسلك الصواب، والسلامة من الفتن وأسبابها، وهو مسلك لتزكية النفس وطهرها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}. فجزاك الله خيرا، ووفقك لكل خير، وزادك هدى وتقى وصلاحا.

وإن كان هذا الشاب يخترق حسابك الخاص، ويحاول أن يطلع على بعض أسرارك، فلا شك في أنه مسيء بذلك، وفاعل لأمر منكر، وهو نوع من التجسس حذر منه الشرع، قال تعالى: وَلَا تَجَسَّسُوا{الحجرات:12}. ويمكنك تهديده برفع الأمر للجهات المسؤولة إن تكرر منه اختراق حسابك.

والأمر إليك في الاستمرار في فتح حساب أو تركه، ولكن إن واصلت في ذلك، فاتخذي من الأسباب ما يحول بين الآخرين، وبين دخوله لحسابك، والاطلاع على ما فيه؛ سواء بهذا الأسلوب الذي انتهجته من تغيير الحساب أو الاستعانة بمن لهم خبرة في هذا الجانب، وينبغي أن تجتنبي أن تنشري فيه ما لا تحبين للآخرين الاطلاع عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني