الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التوبة من السرقة وحقوق الناس المالية

السؤال

أنا شاب عمري 22 سنة، وكنت أختلس، وأسرق من الباعة، أو في بعض الأحيان أطلب منهم دينا قدره رخيص وبسيط، ولا أسدده. والآن تبت إلى الله. فهل يغفر لي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتوبة الصادقة تزيل ما قبلها، كائنا ما كان. وإنما تتحقق التوبة بالندم على ما مضى من السيئات، والإقلاع عنها في الحال، والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل. مع رد الحقوق إلى أصحابها أو طلب العفو منهم.

فلينظر السائل إلى كل من له حق عنده فليستحِلَّه منه، أو ليردَّه إليه، وإن كان لا يعرف قدره تحديدا، فليجتهد في تقديره، ومن كان لا يستطيع الوصول إليه، فليتصدق به عنه. فإن عجز عن ذلك كله، فليلجأ إلى الله تعالى ليتحمل عنه تبعاته يوم القيامة، وليكثر من الأعمال الصالحة، والدعاء لأصحاب الحقوق عليه.

قال الغزالي في كتاب: (منهاج العابدين) في بيان كيفية التوبة من الذنوب التي بين العبد وبين الناس، إذا كانت في المال: يجب أن ترده عليه، إن أمكنك، فإن عجزت عن ذلك لعدمٍ أو فقر، فتستحلّ منه، وإن عجزت عن ذلك لغيبة الرجل أو موته، وأمكن التّصَدُّقُ عنه، فافعل، فإن لم يمكن، فعليك بتكثير حسناتك، والرجوع إلى الله تعالى بالتضرّع، والابتهال إليه أن يرضيه عنك يوم القيامة. اهـ. وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى: 114435، 139763، 336325.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني