الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فسخ الخطبة لقصر الخاطب وكونه غير اجتماعي

السؤال

هل يجوز فسخ الخطبة بعد شهرين؛ لعدم الارتياح لطول الخاطب؛ لأنه قصير، والإحساس بضعف شخصيته، وأنه في حاله؟ فأنا أشعر أنه طيب جدًّا لدرجة السذاجة، ولكني أرتاح لمواصفاته الباقية، فهو متعلّم، ويحب الشغل، ويتحمل المسؤولية، ومتدين، وعنده موهبة في الصوت، ومن قبل صليت الاستخارة، وشعرت بالراحة، والأمور تيسرت، ولكني أشعر أنه قليل بين الناس، وقصير، وليس غنيًّا؛ وأنا في حيرة من أمري، ولا أعرف ماذا أفعل، فهل أستمرّ أم لا؟ وخائفة إن استمررت معه أن أتعب بعد ذلك، وأراه قليلًا بين الناس، ولا أعرف كيف أحترمه، وخائفة أن لا أستمر، وأندم، ولا يتقدم لي أحد في مثل مواصفاته الجيدة، فماذا أفعل؟ علمًا أني أتممت الثانية والعشرين، وبدأت في الثالثة والعشرين، إضافة إلى أن كل الناس تشهد له بالخلق الطيب والحسن، وبالصلاح، ولكنه صعيدي جدًّا، وأشعر أن تفكيره غير متحضّر، وليس له أصدقاء، وأشعر أن شخصيتي أقوى منه، ولا أشعر أنه كالشباب، ولكنه وحيد على خمس بنات -أربع متزوجات، وأخرى على وشك الزواج-، وهو متكفل بكل شيء، فلا يهتمّ بالصداقة، وعندما أسأله عن هذا يقول لي: أنا وحيد. وأنا أميل للشخصيات الاجتماعية، فدلّوني على الطريق الصحيح. وشكرًا لكم

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيجوز لك فسخ الخطبة، ولا حرج عليك في ذلك، قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: ولا يكره لها أيضًا الرجوع إذا كرهت الخاطب؛ لأنه عقد عمر يدوم الضرر فيه، فكان لها الاحتياط لنفسها، والنظر في حظّها. انتهى.

لكن إذا كان الخاطب صاحب دِين وخُلُق؛ فنصيحتنا لك ألا تفسخي الخطبة، فإن الدِّين والخُلُق أولى ما تراعيه المرأة في زوجها.

وإذا تدبّرت أمرك، ورأيت نفسك كارهة له، فتشاوري مع العقلاء من الأهل، ثم استخيري الله تعالى قبل الإقدام على الفسخ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني