الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مذاهب الفقهاء في وقت وضوء صاحب الحدث الدائم

السؤال

أنا صاحب حدث دائم. هل يجوز لي التوضؤ قبل دخول الوقت؟ لأن الوضوء بعد دخول الوقت يشق علي، ويسبب لي العسر والضيق في بعض أمور حياتي.
وقد قال كثيرون إنه يجب انتظار دخول الوقت، ولكن الشيخ سعد الخثلان والشيخ خالد المصلح، قالا: لا بأس بالوضوء قبل دخول الوقت، لكني خائف من العمل برأيهما.
فماذا تقولون أنتم في هذه المسألة؟
وهل لو عملت بكلام من أجاز لي الوضوء قبل دخول الوقت، يكون وضوئي وصلاتي صحيحين؟
وجزاكم ربي خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه المسألة محل خلاف مشهور بين أهل العلم، فذهب الجمهور إلى أن صاحب الحدث الدائم لا يتوضأ إلا بعد دخول الوقت.

وهو أحوط القولين، وبه نفتي، وذهب المالكية إلى أن صاحب الحدث الدائم يتوضأ متى شاء، ولا ينتقض وضوؤه بحدثه الدائم، بل لا ينتقض إلا إذا أحدث باختياره، وهذا القول هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.

وهذا القول له قوة واتجاه، ولا حرج على من قلد من يفتي به، وانظر الفتوى: 141250، ولبيان ما يفعله العامي عند الخلاف تنظر الفتوى: 169801.

وإذا شق عليك العمل بقول الجمهور، فترخصت بقول المالكية، فلا حرج عليك -إن شاء الله-؛ لأن الأخذ ببعض رخص الفقهاء للحاجة، مما سهل فيه كثير من أهل العلم، وانظر الفتوى: 134759.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني