الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز للزوجة إحضار قطة للبيت دون رغبة الزوج؟

السؤال

زوجي يقرف، ويخاف من القطط، وتربى في بيت أهله على هذا، وأنا عكسه تماما، أحبها جدا، وأطفالي أصبحوا مثلي.
المشكلة الآن أن زوجي يعمل بالخارج، وأنا وأبنائي الصغار بالمنزل وحدنا، ونريد إحضار قطة صغيرة لتسلية الأطفال، خاصة في فترة الحظر، حيث لا يوجد تسلية أخرى، ولا ذهاب لأي مكان ترفيهي، حتى بيت الأهل، والأطفال شعروا بالملل حتى من لعبهم.
ولكن زوجي رافض رفضا قاطعا رغم عدم وجوده في المنزل، ولن يتأثر بها، وسوف أرجعها لأصحابها بعد انتهاء الحظر، وهي قطة نظيفة.
فهل أأثم إن خالفت أوامره، وأحضرت القطة إلى البيت في فترة عدم وجوده؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي صرف النظر عن أمر هذه القطة، واتخاذ وسيلة أخرى؛ لأن الزوج لو علم بإدخالكم القطة في البيت ربما حدث ما لا تحمد عقباه، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، فإن كثيرا من أهل العلم يرون أن طاعة الزوج تجب في كل ما أمرها به مما لا معصية فيه.

قال شيخ الإسلام في الفتاوى المصرية: الواجب عليها طاعة زوجها إذا لم يأمرها بمعصية، وطاعته أحق من طاعة والديها. اهـ.

وقال القاسمي في موعظة المؤمنين: على الزوجة طاعة الزوج في كل ما طلب منها مما لا معصية فيه، وقد ورد في تعظيم حق الزوج عليها أخبار كثيرة. اهـ.

وننبه إلى أنه ينبغي شغل فراغ الأولاد بما ينفعهم في دينهم ودنياهم، بحيث ينوع لهم في البرامج والوسائل حتى يدفع عنهم الملل، ولا يترك لهم المجال في تضييع الوقت كله في اللهو واللعب؛ ففترة الطفولة هذه هي الفترة الخصبة لتعليم الأبناء، وغرس الخير في نفوسهم، وهي قابلة لذلك.

قال ابن الحاج في المدخل: قال القاضي أبو بكر بن العربي - رحمه الله - في كتاب مراقي الزلفى له: اعلم أن الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورته، وهو قابل لكل نقش، وقابل لكل ما يمال به إليه، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، يشاركه في ثوابه أبواه، وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم به والولي عليه. وقد قال تعالى: قوا أنفسكم وأهليكم نارا...الآية. ومهما كان الأب يصونه من نار الدنيا، فينبغي أن يصونه من نار الآخرة، وهو أولى وصيانته بأن يؤدبه، ويهذبه، ويعلمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من القرناء السوء، ولا يعوده التنعم، ولا يحبب إليه الزينة، وأسباب الرفاهية، فيضيع عمره في طلبها إذا كبر، ويهلك هلاك الأبد. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني