الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخفيف الإمام الصلاة استجابة لأمر النبي

السؤال

اعتَدتُ حين أصلي وحدي أن أصلي بحدود عشرين دقيقة، والآن ونحن نصلي في البيوت بعد خروج هذا الوباء، وأمر هيئة كبار العلماء بإيقاف صلاة الجماعة في المسجد -نسأل الله العفو والرضا والإعانة -نصلي جماعةً في البيت.
أكون الإمام بحكم اهتمامي وسَبْقِي للصلاة في وقت الصلاة؛ إذ إن أبي وإخوتي ليسوا محافظين على الوقت للأسف. وبالتأكيد صلاتي ثقيلةٌ عليهم؛ لذا أُخفِّف حينما يدخلون معي. المشكلة هي أنني حين أؤمُّهم، أخفّف؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: من صلى بالناس فليخفف. وفي هذا التخفيف توتُّر لي وقلق، فيقل خشوعي في الصلاة. وددت أن أطيل معهم قليلًا، ولكن قد يكرهونني فلا يصلون معي (ولا أعرف حكم أن أصلي وحدي، وأن يصلوا وحدهم، للأسف بحثت ولم أصل).
أعتذر عن الإطالة، الخلاصة هي: كيف أُقلِّل من توتري وتشتت خشوعي حين يدخل معي مأمومون وأنا أخفّفها؟
وما الحُكم في أن أصلي وحدي وهم وحدهم بعدي (إذ أنهم يتأخرون، ولا يهتمون للوقت، وقد يقرِّرون ذلك دون إخباري عندما أُطيل بهم "قليلًا" يومًا ما)؟
شكرًا لكم. جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالصحيح أن صلاة الجماعة واجبة على الرجال البالغين، ومن ثم فليس لك أن تصلي منفردا، ما دمت تقدر على الصلاة في جماعة.

ويمكنك أن تحث أهلك على التبكير للصلاة، ثم تصلي مأموما، أو تنتظر ريثما يجتمعون، ثم تصلي معهم مأموما.

على أن هذا التوتر الذي تشعر به لا داعي له؛ لأن تخفيفك الصلاة حال كونك إماما إنما هو استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم. فأنت بذلك مطيع لله تعالى، فعليك أن تستحضر هذا المعنى، وأن تستعين بالله عز وجل حتى يعافيك من هذا التوتر.

والمقصود أنه ليس لك أن تصلي منفردا، ولكن صل مأموما إن كان يشق عليك الإمامة، أو صل إماما وجاهد نفسك على دفع هذا التوتر عن نفسك بالاستعانة بالله تعالى، واستحضار أنك ممتثل لأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالتخفيف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني