الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في تصميم شخصيات ثلاثية الأبعاد

السؤال

أقوم بعمل شخصيات ثلاثية الأبعاد، وتحريكها عن طريق الكمبيوتر، وطلب مني أحد العملاء تصميم رقصات لهذه الشخصيات الكرتونية، تحاكي رقصات مشهورة مصحوبة بموسيقى، وأسئلتي:
س1- هل هذا العمل يعد من التصوير المنهي عنه؟
س2- هل المال من هذا العمل حرام، أم فيه شبهة؟
س3- هل هناك طريقة حلال لممارسة هذا العمل؟
س4- كيف أتخلص من هذا المال إن كان فيه شبهة؟ وهل يجوز أن أخرج أهلي عمرة بهذا المال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت هذه الشخصيات على هيئة ذوات الأرواح، فإنها تدخل في الصور المنهي عنها، وراجع في ذلك الفتاوى: 10539، 51454، 290263.

وما حرم عمله، حرم بيعه؛ لأن الله تعالى إذا حرم شيئًا، حرّم ثمنه، وراجع في ذلك الفتوى: 267229.

والتكسب من هذا العمل جائز، إذا كانت الصور مما يُرخَّص فيه، كصور غير ذوات الأرواح، والصور غير المكتملة التي أزيل منها ما لا تبقى الحياة بدونه، أو الصورة غير الواضحة المعالم التي لا تتميز ملامحها، وراجع في ذلك الفتاوى: 312259، 347476، 393232. ولا يخفى أن هذا فيما يتعلق بالصور نفسها.

ولا بدّ مع ذلك من خلو العمل من المحاذير الأخرى، كالمعازف المحرمة، والدعوة إلى الرذائل، ومشابهة أهل الفسق والمجون.

وأما ما يتعلق بالمال الذي سبق اكتسابه، فالذي يظهر أن السائل لم يكن يعتقد حرمة هذا العمل، أو يجهل حكمه، وإن كان كذلك، فله أن ينفقه على نفسه، أو يتصدق به، أو يعمّر أهله منه، وراجع في ذلك الفتويين: 404035، 367453.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني