الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبة فتاة لا تحافظ على الستر المطلوب أمام الأجانب

السؤال

في البداية أشكركم على ما تقدموه لنا، ونفع الله بكم، وجزاكم عنا كل خير.
السؤال: منذ 7 سنوات أحببت زميلة لي أثناء الدراسة، وتقدمت لخطبتها مباشرة؛ فرفض أهل وقتها إلا بعد انتهاء دراستها.
هي فتاة مسلمة، تصلي، وعلى خلق حسب ما أراه منها، ولكنها لا تلتزم بالزي الشرعي في ملابسها.
كانت تتعامل مع بعض الشباب بحكم الزمالة، بعضهم مسيحي وبعضهم مسلم.
كان ذلك في أول شهر، ثم انقطع ذلك تماما، وتغير حالها تماما وأصبحت لا تتعامل بأي شكل منذ ذلك الوقت.
وتقدمت لخطبتها وملابسها أصبحت أفضل من بداية رؤيتها، ولكنه ليس اللباس الشرعي الذي أتمناه: ترتدي بنطلونات جينز، وفوقها ملابس واسعة، وطولها يصل فوق الركبة. وهذا لا أقبله. وتحدثت معها عدة مرات: لبست الجيب والملابس الواسعة، ولكنها عادت للبس البناطيل بالشكل الذي ذكرته.
في الحقيقة وقفت بجانبي أثناء تعثري في الدراسة، ورفضت الزواج، وسبقتني وتخرجت قبلي بعامين وانتظرت حتى أنهي دراستي للتقدم لخطبتها. ورغم وجود بعض الخصائص في شخصيتها، ولكن تم إيضاح الأمر لها من الناحية الشرعية فكانت تستجيب. هي تعلم أن ملابسها ليست شرعية، ولكن النفس ضعيفة.
جلست مع أهلها منذ شهرين للتقدم لخطبتها، ووعد والداها بمجرد أن أنهي عامي الأخير من الدراسة هذا العام بإذن الله آتي إليهم لخطبتها، ومن ثم الزواج. والداها شخص محترم، وابن أصول حسب ما ظهر لي من المقابلة، ولا أدري هل يفيد ذكر هذه المعلومة.
أبوها يعمل موظفا في بنك ربوي، ولكن لا أعلم ما نوع العمل.
ووالداتها ترتدي ملابس شرعية، وعلى خلق جميل. نأتي للبنت، هي أحيانا عنيدة، ولكن تهدأ وأحيانا يطول لسانها، ولكن حذرتها والأمر اختلف.
أنا الآن في حيرة شديدة جدًا؛ لأني لا أقبل إطلاقا الملابس التي ترتديها حتى لو كانت بهذا الشكل؛ لأنها في النهاية ليست شرعية. وأريد رأيكم: هل الملابس كما ذكرت: بنطلون جينز وفوقه بلوزة تصل إلى ما فوق الركبة، شرعية!
لا أريد الاستمرار معاها بهذا الشكل؛ لأنني في الزواج لن أسمح بارتداء تلك الملابس، وطبعا هذا سيكون سبب مشاكل وأنا لا أفضل ذلك.
خائف من أن أظلمها بهذا القرار وهو عدم الاستمرار!!
بالإضافة إلى أنني بحكم الدراسة والعمل رأيت كثيرات ممن ترتدين ملابس شرعية سلوكهن وأخلاقهن أقل منها، حسب ما أرى من خلال التعامل، وأخشى لو تركتها أن لا أجد مثلها، فهي باللغة المصرية جدعة وتقف مواقف رجولية في الشدة، وما إلى ذلك مما ذكرته.
ماذا أفعل هل أستمر أم أنهي الأمر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبداية ننبهك إلى أنّ هذه الفتاة أجنبية منك، حتى ولو تمت خطبتك لها، ما دمت لم تعقد عليها العقد الشرعي.

فالخاطب أجنبي عن المخطوبة، شأنه معها شأن الرجال الأجانب، فليس له أن يتوسع في الكلام معها أو المراسلة، سواء رضي أهلها بذلك أم لم يرضوا. وانظر حدود تعامل الخاطب مع مخطوبته، في الفتوى: 15127
وأمّا عن خروج الفتاة بالملابس المذكورة، فهو غير جائز، وراجع الفتوى: 377527
فالذي ننصحك به أن تبين لها حكم الشرع في الستر الواجب على المرأة، وتطلعها على كلام أهل العلم بهذا الخصوص.
فإن استجابت وحافظت على الستر المطلوب؛ فلا تتركها، وقف عند حدود الله معها، وحافظ على ضوابط الشرع في معاملتها، فهي أجنبية حتى تعقد عليها.
وأمّا إذا أبت الاستجابة، ولم تحافظ على الستر المطلوب أمام الأجانب؛ فاتركها فلا خير لك فيها، ولا يغرنك ما تتظاهر به من أخلاق براقة، فمن لم يقف عند حدود الله، ولم يؤد حق الله تعالى، فلن يؤدي حق غيره. وابحث عن غيرها من الصالحات وهن كثر.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني