الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظرات في هذه القصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال

ما هو حكم سماع هذا النشيد:
في زمنِ الجور حُلمٌ مَبرور
يَتراءى طَيفهُ مِن حَولي ويَدور
يبعثُ أملا يَدنو وَجِلا
فالليلُ طغى وتَلاشى النور
يا رسولَ الله كَم أحلُم لَو أَني
أمشي بخُطاك وبِذا تَرضى عَني
أسْعى مَسعاك يَغدو همُّك هَمّي
وأكونُ فِدا دَربك هلّا تَقبَلُني
صَلى اللهُ وزادَ ثناه
عليكَ يا رسول الله
يا مَن بِهُداه أسرارُ حياة
اشفَع لنا يا حبيباً لله
وأين هي مواطن الخلل (إن وجدت)؟
وما هو حكم طلب رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في النشيد (وبِذا تَرضى عَني/ هلا تقبلني)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا أن طلب المسلم رضى الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بشرك، ولا بمنكر؛ لأن إرضاء الرسول صلى الله عليه وسلم إرضاء لله جل وعلا.

وذكرنا أنه لا يلزم من السعي فيما يرضي الرسول صلى الله عليه وسلم، أن يكون مطلعًا عليه، فهو مثل حرص البار على رضى وطاعة والديه، واهتمامه بما يحبانه، سواء كانا حاضرين أم غائبين، وانظر في هذا الفتوى: 238105.

وعلى كل: فإن الشعر من طبيعته المبالغة في المعاني والتوسع في العبارات، فلا تحسن محاكمته بالتدقيق الحرفي لكلماته، إلا ما كان ظاهرا بينا أن المراد به معنى مخالف للشرع.

فمثلا: عبارة (هلا تقبلني) يمكن أن يستشكلها الناظر؛ لأن القبول إنما هو من الله سبحانه وحده، ويمكن أن تحمل على معنى طلب رضا الرسول صلى الله عليه وسلم -والذي تقدم أنه مشروع-.

وكذلك قوله: (اشفَع لنا يا حبيباً لله): يحتمل أن يراد به طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا وهذا ممنوع، ويحتمل أن يراد به تمني شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي تكون في الآخرة، وهذا لا محذور فيه، وانظر الفتوى: 73368.

وعلى كل حال: فلا حرج في الاستماع إلى مثل هذه القصيدة التي ليس فيها مخالفات شرعية ظاهرة بينة.

بل القصائد التي فيها بعض المخالفات الشرعية الظاهرة، لا حرج في الاستماع إليها لمن عنده تمييز يأمن على نفسه من التأثر بما فيها من مخالفات.

وراجع الفتويين: 173761- 151191.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني