الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يطالب الإنسان في البر بما لا طاقة له به

السؤال

توفيت جدتي مؤخرا، وكانت -رحمها الله- حادة الطباع جدا جدا بشكل لم يكن يمكننا من القيام بواجبها كما يجب. وأحيانا كنا نرفع صوتنا عليها لعلها ترد علينا، ولكن دون جدوى، فهي كانت مريضة بنوع من مرض انفصام الشخصية أو الذهان. ولكن في أيامها الأخيرة رضيت عنا جميعنا بالاسم.
أشعر بالذنب الشديد لتقصيري في حقها. فهل يا ترى تكون قد سامحتنا لما رضيت عنا؟ وهل يسامحنا الله على ما بدر منا من تقصير وإساءة إليها؟ والله يعلم أن نيتنا كانت خدمتها ورعايتها ومصلحتها، ولكنها لم تكن تسمح ولا تستجيب لنا أبدا!
نقطة أخرى أخي الكريم: جدتي -رحمها الله- كانت تدفع مبلغا شهريا لأكثر من ناس محتاجين. فلو تكفلت أنا بهذا المبلغ وقصدت إهداء ثوابه إلى جدتي وجدي. هل يصلهما الثواب؟
وكانت تطعم قططا وطيورا. فهل لو تابعت عنها هذا يصلها ثواب ذلك؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لجدتكم الرحمة والمغفرة، وإذا كنتم فعلتم ما تقدرون عليه في برها وخدمتها، فقد أديتم ما عليكم، ولا تطالبون بما يخرج عن طوقكم؛ لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.

وما دامت صرحت بالرضا عنكم قبل موتها، فنرجو ألا تكونوا مؤاخذين بشيء من التقصير إن كان بدر منكم شيء من ذلك، وعليكم أن تدعو لها بالرحمة.

وما تفعلونه من القربات وتنوون ثوابه لها، فإنه ينفعها ذلك، وتنظر الفتوى: 111133.

والصدقة ليس فيها اختلاف بين أهل العلم، فإذا تصدقت ونويت ثواب الصدقة لجدتك، نفعها ذلك ووصلها ثوابه.

وإذا أطعمت الطيور، ونويت ثواب ذلك لجدتك؛ نفعها ذلك أيضا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني