الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغش في الاختبار التجريبي بهدف الانضمام لبرنامج حفظ القرآن الكريم

السؤال

سجلت في برنامج لحفظ القرآن، وهذه أمنية أسأل الله أن يحققها لي، ومدة الفترة التجريبية ثلاثة شهور، وبعدها يتم الاختبار عن بُعد، وتحديد انضمامك للبرنامج من عدمه، وخلال الاختبار يُطلب منك تسميع مقاطع متفرقة من المحفوظ، وقد قمت بتسميع جميع المقاطع بشكل جيد، وفي آخر مقطع نسيت مطلع الآيات، ففتحت المصحف لأسترجع المقطع، وأنبني ضميري لذلك، ولقد اجتزت الاختبار، ولكني شعرت أني أكذب على نفسي، وأخدعها، وخفت أن ما بُني على باطل، فإنه باطل، فما توجيهكم في هذا الأمر؟ علمًا أنها المرة الأولى التي يصدر مني تصرف بهذا الشكل، وشدة حرصي للانضمام جعلتني أغش في الاختبار، فأرجو منكم توجيهي فيما يخص الأمر. جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يتجاوز عنك، وأن يوفقك لحفظ كتابه، والعمل به.

وينبغي لك أن تتوبي إلى الله مما صنعت، وذلك بالندم على ما فعلت، والإقلاع عنه، والعزم الصادق على عدم العودة إلى مثله، جاء في روضة الطالبين للنووي: قال الأصحاب: التوبة بين العبد وبين الله تعالى -التي يسقط بها الإثم- هي: أن يندم على ما فعل، ويترك فعله في الحال، ويعزم أن لا يعود إليه. ثم إن كانت المعصية لا يتعلق بها حق مالي لله تعالى، ولا للعباد؛ كقبلة الأجنبية، ومباشرتها فيما دون الفرج، فلا شيء عليه سوى ذلك. اهـ بتصرف.

وقد سئل ابن عثيمين: تخرجت من الثانوية، ولكنني قد غششت في بعض المواد الإنجليزية، وأنا الآن على مشارف الجامعة، ماذا يلزمني في ذلك؟ هل يلزم التوبة في مثل هذه الحالة؟

فأجاب: يلزم عليك التوبة إلى الله عز وجل، وألا تعود لمثل هذا؛ وذلك لأن الغش في الامتحان في أي مادة يعتبر غشًّا، كما هو لفظه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (من غش، فليس منا)، فعليك أن تتوب إلى الله، وادخل الجامعة الآن مع التوبة، واستمر في مجانبة الغش، وإذا قدر لك شهادة جامعية بدون غش؛ فإن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات. اهـ. من فتاوى نور على الدرب.

وأما قولك: (وخفت أن ما بُني على باطل، فإنه باطل): فهذه وسوسة من الشيطان؛ ليصدك عن المضي في حفظ كتاب الله، فأعرضي عن هذه الوساوس، واستعيني بالله، واجتهدي في حفظ القرآن الكريم، والعمل بأحكامه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني