الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منع الأب ابنته من الزواج بمن تحبه لا يبيح لها التمادي في العلاقة معه

السؤال

عمري 21 سنة، ووالدي قاسي الطبع، فهو يتعامل معي بقسوة -ضرب، وإهانة- منذ أن كنت في الخامسة إلى الآن، وكان الأصحاب يعايروني بوالدي، فقد كانت علامات الضرب ظاهرة على جسمي، مع العلم أن أبي ملتحٍ، ويصلي، فلم أعش طفولتي، وفقدت الحب في الأهل والأصحاب، فبحثت عن الحب في الخارج، فعملت حسابًا على الفيسبوك، وبعدها أضفت قريبي الذي في عمري، ولم أضف أي ولد من قبل لأنه كانت عندي عقدة منهم بسبب والدي، لكني رأيته صدفة وأحسست بإعجاب غريب، مع أني لم أكن أطيق هذا الصنف، وتكلمنا على الفيس، وطلب رقم هاتفي وأن يراني، فرفضت، فطلع ليختبرني، وتقدم بناء على هذا، فأتت عمّته تكلم جّدتي -والدة أمي-، فقلت: لا، ما زال أمامه سنتين في الجيش، وسأكمل الثانوية العامة، فأكملتها، وانتهى من الجيش، فكلم أبوه والدي، فقال أبي: بعد أن تنتهي بنتي من دراسة الجامعة، وأخبرني بذلك، وقال لي: لو وافقتِ فلن أنفق عليك جنيهاً واحداً، ولن تدخلي بيتي، علمًا أن هذا الشخص ملتزم جدّاً، ويصلي في المسجد، ويخرج في سبيل الله، ويحفظ الأطفال القرآن، ويعلمهم الدِّين، وبار بوالديه ...
والذنب الذي في حياته أنه كلمني، وكان يطلب مني أن لا نتكلم إلا بعد خطبتنا، فكنت أرفض، فلم يكن لديّ أهل، ولا أصحاب، وعندما سألني والدي عن رأيي، اضطررت أن أقول: لا؛ لئلا يجبرني على ترك الجامعة، ويعذبني إلى أن يجهز هذا الشخص، فقلت له: انتظر إلى أن أنهي الجامعة، وبعدها أنا أمام خيارين: إما أن يتقدم وأوافق، وإما أن نكمل الكلام إلى أن يجهز، مع العلم أن علاقتنا -للأسف- تمادت في الخروج، فماذا أعمل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك قطع العلاقة بهذا الشاب، والوقوف عند حدود الله تعالى، فمنع أبيك لك من زواجه؛ ليس مسوّغاً للخروج معه، أو التمادي في العلاقة به.

ولكن الصواب أن تسعي في إقناع والدك بتعجيل زواجه منك، وتوسطي بعض العقلاء من الأقارب أو غيرهم ممن لهم وجاهة عند أبيك؛ ليكلموه في ذلك، ويبينوا له أنّه ليس له أن يمنع زواجك من الكفء لغير مسوّغ.

فإن لم يفد ذلك، ولم يتيسر لكما تعجيل الزواج؛ فعليكما الصبر، والتعفف؛ حتى يتيسر لكما الزواج، وانظري الفتوى: 61744.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني