الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منع الرجل زوجته من محادثة الأجانب وإخبارها بحديثه مع الأجنبيات

السؤال

زوجي يتركني في البيت لا أقابل أحدًا، ولا يقابلني أحد، ما عدا عائلتي وعائلته، وأنا ألبس الجلباب والنقاب -والحمد لله- برضى مني، وهو يغضب إذا تكلمت مع أي رجل، ولكنه يخالط النساء، ويتكلم معهنّ بنوع من اللين؛ لكي يأخذ مصلحته منهنّ؛ بسبب عمله الذي يحتم عليه ذلك، حيث أصبح جل مناصب الأعمال تحكمها المرأة، وأنا لا أتقبل ذلك، بأن يتركني في البيت محرمًا عليّ كل شيء، وهو يكلم الفتيات كما يحلو له، ثم يأتي ويخبرني عمّا رأى من أنواع وأصناف النساء على أنه يذمهنّ، ويذم الحالة التي وصلن إليها، لكني أشتعل من القهر، وأشعر أنها مهانة لي، فكيف أتصرف؟ وهل وجهة نظري صحيحة؟
وهو لا يقارنني بهنّ أبدًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمنع زوجك لك من مكالمة الرجال الأجانب ولقائهم دون حاجة؛ تصرف صحيح، موافق للشرع، وهو من الغيرة المحمودة، ومن مقتضيات القوامة التي جعلها الله للزوج على زوجته.

وإذا كان زوجك يكلم النساء الأجنبيات بغير حاجة، أو يتجاوز في كلامهنّ حدود الشرع؛ فهو آثم بمخالفة الشرع، وتعريض نفسه للفتنة.

وإخباره لك بهذه التجاوزات مجاهرة بالمعصية، وسوء أدب، لكن ذلك ليس مسوّغًا لك للشعور بالضيق من محافظته عليك، وإغلاق باب الفتن دونك، ولكن عليك أن تأمريه بالمعروف، وتنهيه عن المنكر، وتعينيه على التمسك بالشرع، والوقوف عند حدوده، والبعد عن الفتن، وراجعي الفتوى: 194383.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني