الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاقتراض بالربا لإقامة مشروع لتحسين الدخل

السؤال

زوجي مهندس كمبيوتر، سِنُّه فوق ال 35 عامًا؛ لذلك لا توجد شركات تقبله للعمل، وهو يعمل بعقد مع مستشفى بمرتب قليل جدًّا -800 جنيه مصري في الشهر-، والمخرج الوحيد لزيادة دخله هو عمل مشروع بناء برنامج لجهة ما، ثم بيعه لهم، لكن بناء البرنامج يتطلب توظيف موظفين بمرتبات شهرية كبيرة للمساعدة في بناء البرنامج، لمدة خمسة شهور مثلًا.
المشكلة هنا أن لا أحد يدفع ثمن البرنامج قبل أن يعاينه ويراه أمامه، وهو لا يملك أي مبلغ مالي يساعده لبناء البرنامج؛ ليتمكن من بيعه لاحقًا، مع العلم أن لدينا بيتًا في بلده باسم والده، لكني أدرس في بلد آخر، ونحتاج إلى تأجير شقة؛ لنكون معًا في نفس البلد أثناء دراستي، ولا نملك ثمن الإيجار، خصوصًا أني حامل، وأحتاجه بجانبي حتى بعد الوضع؛ لمساعدتي، فأنا في بلد غريب مع أخي فقط، وأحتاج مصروفات دراستي وأكلي.
ووالدي يساعدني حاليًّا، وأنا أعمل، لكنه شيء مؤقت لن يستمر، فهل يجوز له في هذه الحالة أن يأخذ قرضًا ربويًّا يساعدنا في هذا الوضع؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آل،ه وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز الإقدام على الاقتراض بالربا؛ إلا عند تحقق الضرورة المبيحة للحرام، قال تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119}، وقال تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {البقرة:173}.

وحد الضرورة هو ما يغلب على الظن وقوع المرء بسببه في الهلكة، أو أن تلحقه بسببه مشقة لا تحتمل، أو لا يتمكن المرء معها من تحقيق الحد الأدنى من حياة الفقراء.

وما ذكرته من أسباب لا يبيح الاقتراض بالربا.

ولو تحرى زوجك سبيلًا مباحة للحصول على المال والكسب المشروع، فسيجدها، لكن الشيطان قد يوصد السبل في وجه المرء، فيخيّل إليه ألا سبيل إلى تحقيق غايته غير الحرام، ويزينه له، ويغريه ليوقعه فيه، وهو لنا عدو، فلنتخذه عدوًّا، كما أمرنا ربنا سبحانه في قوله: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني