الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البقاء مع زوجٍ لا يصلي ويشرب الخمر

السؤال

اكتشفت بعد زواجي أن زوجي لا يصلي، ويشرب الخمر، فهل حياتي معه حرام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأصل بقاء العصمة الزوجية حتى يثبت العكس، فلا تحرم حياتك مع زوجك؛ لمجرد كونه لا يصلي، أو يشرب الخمر، فجمهور الفقهاء على أن تارك الصلاة تكاسلًا، لا يخرج عن الإسلام بمجرد تركه للصلاة، وشرب الخمر وإن كان كبيرة من كبائر الذنوب إلا أنها لا تكفّر صاحبها، وراجعي الفتوى: 68656، والفتوى: 13087.

فنوصي بالدعاء لهذا الرجل بالهداية، والتوبة.

والواجب بذل النصح له، وتذكيره بالله عز وجل، فقد روى مسلم عن تميم الداري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم».

وينبغي أن يكون هذا النصح برفق، ولين؛ فإن تاب إلى الله وأناب، فالحمد لله، وإلا فيستحب لك فراقه بطلاق، أو خلع، فلا خير لك في معاشرة مثله، قال البهوتي الحنبلي في كشاف القناع: وإذا ترك الزوج حقًّا لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله، فيستحبّ لها أن تختلع منه؛ لتركه حقوق الله تعالى. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني