الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام نزول المني من الصائم

السؤال

علمت أن خروج المني بشهوة يفسد الطهارة. لكن كيف يمكن أن ينزل بدون لذة. كيف هذا؟
لقد قرأت عن أشخاص مثلا ينزل منهم مني بسبب التقبيل فقط. وقد اعتقدت أن المني ينزل فقط بلذة. كما أني قرأت أن شخصا شعر بأنه نزل منه مني بسبب التفكير، وهذا في رمضان، فكانت عليه كفارة صيام شهرين أو... أوليس المرء غير محاسب عن تفكيره وخياله، إلا ما قد يفعله؟
وفي نفس الوقت قرأت بعض الفتاوى، والتي جاء فيها: لا تجب الكفارة في حال نزول مني أثناء الصيام، وإن وجب شيء فهو فقط إعادة اليوم الذي نزل فيه. وهذا بخصوص بعض المتزوجين وملامستهم بعضهم. فكيف يكون التخيل يفطر ويوجب الكفارة في نزول المني، أما هذا فلا؟
وهناك من يقول إن نزول المذي بشهوة لا يوجب الغسل، وهذا يعيدنا إلى السؤال الأول: هناك من يقول إن المني يمكن أن ينزل بدون لذة وبشهوة فقط. هنا كيف للمذي أن ينزل بشهوة، أوليس الأرجح فيما قرأت في الكثير من الفتاوى أن ينزل المني في الشهوة، أي في هذه الحالة؟ فكيف يفرق المرء بين الأمرين بدون الاعتماد على رائحة، أو شكل السائل الذي خرج منه؛ لأنه أحيانا يصعب معرفة الأمر؟
صدقا لا أستطيع استيعاب شيء، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا، أو يعملوا به.
وهنا أرجع إلى التخيل: قرأت فتاوى ومن بينها فتاوى في موقعكم، تنهى على التخيل على أساس أنه حرام. وقرأت فتوى هنا أيضا وفهمت عكس هذا، أي لا بأس بهذا.
وما جعلني أطرح هذا السؤال: لأن الإنسان يزل ويتخيل. هدانا الله إلى طريق الصواب.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما كون المني قد يخرج لغير شهوة، فهذا معروف، فإنه قد يخرج لمرض، أو برد أو نحو ذلك. وحينئذ تختلف أحكامه عن أحكام المني الخارج لشهوة.

وأما المني الخارج بسبب التخيل، فهو غير مفسد للصوم عند جمهور العلماء، وأما نزول المني بسبب التقبيل، أو الملامسة ونحو ذلك، فهو مفسد للصوم، موجب للقضاء دون الكفارة عند الجمهور من العلماء؛ لأن الكفارة عندهم لا تجب إلا في الفطر بالجماع دون غيره، وهو ما نرجحه، وتنظر الفتوى: 111609، ولبيان أحوال فساد الصوم بخروج المني، تنظر الفتوى: 127123. وأما المذي، فلا يفسد خروجه الصوم -فيما نفتي به- وهو مذهب الشافعية والحنفية، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني