الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من عليه أقساط فيزا ولا يعلم جهة تمثلهم

السؤال

الشيطان يوسوس لي بأنه لن تقبل مني أي توبة؛ لأسباب منها أن علي فيزا لم أسددها إلى الآن، وللأسف كانت في السعودية ولا توجد جهة تمثلهم يمكنني حتى إرسال جزء من الدين إليهم. فهل أقوم بإخراج جزء من المال شهريا بنية سداد الدين، مع العلم أني والحمد لله أسكن بالإيجار ولا يوجد غير مبلغ بسيط أضعه في البنك لا يساوي حتى قيمة الدين. لأن قيمة الريال السعودي تضاعفت عن وقت أخذي الفيزا. ولي بضعة أمتار في بيت ورثته عليه مشاكل ولا يمكن التصرف فيه، خصوصا في الأوقات الحالية. وكيف أحدد قيمة القسط الشهري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا بد أن تعلم أن من تاب إلى ربه توبة صادقة، فإن الله يقبل توبه ويمحو زلته، وأن اليأس من رحمة الله من أعظم الذنوب، قال تعالى: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وقال: إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}.

وما ذكرته في سؤلك حول القسط الشهري للفيزا وتعذر إيصاله، لا يَحُلْ بينك وبين التوبة النصوح، ولا تيأس ولا تقنط من رحمة الله الغفور الرحيم.

وإذا كانت الفيزا ما زالت لديك، فكف عن استعمالها فيما يستقبل، ومتى ما قدرت على سداد دين تلك الفيزا فسدده.

وأما التصدق بمقابله فلا يبرئ ذمتك من ذلك الدين، ما دام إيصاله إلى مستحقه ممكنا. فهذا العارض قد يزول، وتتمكن من إيصال المال مباشرة أو تحويله، أو توكيل من يوصله عنك.

وما تستطيع سداده كل شهر مما في ذمتك وفق الطريقة التي ذكرناها فسدده، وما لا تستطيعه، فلا حرج عليك في تأخيره حتى تقدر عليه.

وبحسن النية وصدقها، سيعينك الله تعالى على سداد الدين والتخلص من ورطته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني