الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيير الموظف للأزمان الحقيقية للأعطال... الحكم... والواجب

السؤال

نحن مهندسو اتصالات، نعمل في شركة، نعطيها اسم (س). هذه الشركة تعمل لشركة أخرى، نعطيها اسم (ص).
نحن مسؤلون عن مراقبة الشبكة للشركة (ص)، وهنالك أعطال تظهر لنا في الشاشة، حسب الاتفاق بين شركتنا (س) والشركة (ص)، من المفترض أن نبلغ عن كل عطل يظهر لنا في مدة محددة، وإذا تجاوزت هذه المدة، تحسب هذه على الشركة (س) (شركتنا التي نعمل بها)،
وطبيعة شغلنا أننا نبلغ عن العطل، وفي البلاغ نكتب الزمن الذي ظهر به البلاغ.
ولأن الأعطال تأتي كثيرة في الوقت الواحد، فإننا نبلغ عن الأعطال، ولكننا نغير زمن الأعطال التي خرجت عن مدتها المحددة، وذلك بعلم إدارة شركتنا (س)، لكن دون علم الشركة (ص).
السؤال الأول: فهل يجوز لنا تغيير أزمان الأعطال، وذلك بعلم شركتنا (س)؟ علما بأننا لو لم نغير أزمان الأعطال أثَّر ذلك على نتائج أدائنا مما قد يقفدنا وظيفتنا.
السؤال الثاني: لو ذلك لا يجوز، ما حكم المرتبات التي تحصلنا عليها خلال الفترة السابقة؟ علما بأننا كنا نغير أزمان الأعطال في البلاغات التي فتحناها، وذلك تحت سمع و بصر وموافقة إدارة شركتنا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليكم كتابة الأزمان الحقيقية للأعطال، ولا يجوز لكم تغييرها، سواء كان ذلك بعلم شركتكم، أو بدون علمها؛ لأنّ هذا التغيير كذب، وغش للشركة الأخرى.

فعليكم أن تنهوا أصحاب الشركة عن هذا الغش، وإذا لم ينتهوا؛ فلا يجوز لكم طاعتهم في المشاركة فيه، ولو أدى ذلك إلى ترك العمل معهم.

أمّا الرواتب التي حصلتم عليها؛ فالظاهر لنا -والله أعلم- أنّها مباحة إذا كنتم تقومون بعملكم في مراقبة الأعطال، والإبلاغ عنها.

لكن إذا كان تغيير زمان وقوع الأعطال؛ يترتب عليه ضرر للشركة الأخرى، فعليكم ضمان هذه الأضرار باعتبار أنكم المباشرون لهذا العمل الذي ترتب عليه الضرر، ولا يعفيكم أن تأمركم شركتكم به. ولكم أن ترجعوا على هذه الشركة بما ضمنتم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني