الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخطأ مغفور، فلا إثم فيه

السؤال

هل يسترنا الله إذا اقترفنا خطأ لم نقصده؛ فإني أخاف، رغم أني دعوت الله كثيرا، وأثق برحمة ربي. ولكني أخاف أن أفضح بذنب لم أقصده إطلاقا؟
كنت قد تكلمت مع أحدهم على الفيس على أنه طبيبة وهكذا، ولكنه لم يكن كذلك، ولم أكن أعلم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن رحمة الله تعالى بعباده أنه لا يؤاخذهم بما صدر منهم على جهة الخطأ، قال سبحانه في كتابه: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}، وقال أيضا في دعاء المؤمنين: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا {البقرة:286}.

وثبت في صحيح مسلم أنه قال: قد فعلت. وفي سنن الترمذي عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه.

فالخطأ مغفور، فلا إثم عليك فيما وقع منك من محادثة مع رجل على ظن أنه طبيبة، فهوني على نفسك. هذا مع العلم بأن المرأة إذا دعتها الحاجة لاستشارة طبيب أجنبي عنها والحديث إليه، مراعية الضوابط الشرعية؛ فلا حرج عليها في ذلك، وانظري لمزيد الفائدة، الفتوى: 374458.

والعبد إذا أخطأ ولم يتعمد اقتراف المعصية، فهو أحرى أن يستره الله تعالى؛ فهو ستير يحب الستر، روى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي عن يعلى بن أمية -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل حيي ستير، يحب الحياء والستر.

ولمزيد فائدة، راجعي الفتوى: 242650.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني