الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من فضحت صديقتها على وسائل التواصل

السؤال

عندي 16 سنة، من حوالي سنة تشاجرت أنا وصديقة لي مع صديقة قديمة لنا، بسبب اكتشافنا أنها كانت كثيرًا ما تكذب علينا في أشياء كثيرة، وعبرنا عن انزعاجنا من ذلك، واحتدت المشاجرة مع امتناعها عن الاعتراف، حتى بدأت تستغل ما تعرف أنه يجرحنا من قول، وتجرحنا به،
ورغم أن كذباتها لم تكن لها علاقة كبيرة بنا، فبسبب استفزازها لنا قمت بتهديدها بفضح كذباتها، ومع إنكارها للأدلة، وفي لحظة غضب، وقلة نضج، قمت بفضحها، ونشرت عنها في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى يرى أصدقاؤها.
ورغم ذلك لم أشعر وقتها من الغضب أن ذلك قد يتسبب في ابتعاد الكثير عنها، وأذيتها، ولم أعط للأمر اهتمامًا، حتى سمعت من فترة كلامًا عن فضح المسلم، وتذكرتها، وشعرت بندم شديد، ولكن تذكري لحديثها المؤذي جعلني أمتنع عن الاعتذار، حتى اشتد ندمي، وأرسلت لها رسالة طويلة أعبر فيها عن ندمي لما فعلته لحظة غضبي، وأني حذفت المنشور منذ مدة، وأخبرتها بمسامحتنا لأذيتها لنا مقابل مسامحتها لنا،
وأنا متخيلة أن ذلك قد يخفف من شعوري بالذنب الذي زاد أكثر عندما لم ترد عليّ، وللآن لم تفتح حتى الرسالة.
فماذا عليَّ فعله؟ وهل حتى لو اعتذرت، ولم تقبل اعتذاري، وسامحتها؛ هل ستأتي خصيمة لي يوم القيامة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت تائبة مما وقعت فيه من فضح صديقتك، فليس عليك سوى استحلالها من مظلمتها، فإن قدرت على مكالمتها، أو مراسلتها بأي وسيلة، وأحلّتك من المظلمة؛ فلا شيء عليك.

وإن أبت أن تحلّك، أو لم تقدري على الوصول إليها بأي سبيل، فعليك الاستغفار، والإكثار من الأعمال الصالحة، ودعاء الله تعالى. وراجعي الفتوى: 133582.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني