الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تحتاجه الدعوة والداعي

السؤال

سماحة الشيخ: أريد أن أسألك عن بعض المواضيع التي لم أستطع إيجاد حكمها، وطريقة التعامل معها.
أنا وصديقي نبلغ من العمر 16 عاما، نريد الارتقاء بديننا، واتباع منهج السنة بفهم سلف الأمة، ولكننا نختلف في بعض الأمور، ومنها:
صديقي يهتم بالدعوة في سبيل الله كثيرا حتى إنه يريد تأسيس جماعة لدعوة الناس تقوم على الكتاب والسنة. وكثيرا ما يخبرنا بأنه يسعى إلى تأسيس بلدة مستقلة عندما تكبر جماعته، وأنه يسعى لفتح البلدان، وإعادة مجد الإسلام.
وتراه يتعلل بشخصيات مثل أرطغرل وأبيه سليمان الذي يقول إنه كان راعيا للغنم، ثم قام بتأسيس جماعته، وبعد ذلك أصبح قائدا لإمبراطورية امتلكت نصف الأرض. وأنا في الحقيقة لا أعلم أيّ شيء عن هذه الشخصيات، ولا أستطيع مناقشته في دليله، لكنني أخالفه، وأقول في نفسي: لن أنضم له حتى أعلم حقيقة تفكيره، كما أني خالفته؛ لأني أظن أن الدعوة في سبيل الله ليست فرضا علينا؛ لأننا لا نملك سلطانا ولا مالا، وأنه في عمرنا هذا علينا التركيز على حسن الخلق، وكف اللسان.
فهل يمكنك أن تفصل لنا الحق عن الباطل في تفكيري، وتفكيري صديقي؟
ثانيا: أريد أن أسألك عن عادة لنفس الصديق، وهي أنه دائما ما يقول: بسم الله، سيصير كذا و كذا ... بسم الله، ستفعل كذا وكذا.
مثال: عندما نلعب مباراة يقول: بسم الله سيفوز هذا الفريق، أو عندما يتحدث إلى بعض الناس، يقول له: بسم الله ستسقط على الأرض، أو بسم الله تضربك سيارة.
يستعملها في سائر حياته، فتصيب مرة وتخطئ مرة، ويتعلل لذلك بأنه مرتبط باليقين، فلا يخطئ إلا لضعف في يقينه.
فما حكم هذه الأفعال؟
كما أني أطلب منكم نصيحة لي ولصديقي، وأرجو من الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أنت وصديقك -هداكما الله ووفقكما- أن الدعوة إلى الله لا تحتاج إلى قوة وسلطان كما تتصور، وإنما تحتاج إلى علم نافع بما تدعو إليه، ثم رفق ولين للمدعو، وصبر على أذاه، والدعوة إلى الله من أعظم الوظائف وأشرفها؛ لأنها وظيفة المرسلين عليهم السلام.

فنصيحتنا لك ولصديقك أن يدع أحلام اليقظة، وأن يكون واقعيا يتعامل مع ما يجري حوله وفق المعطيات المتاحة.

فابدءا بتعلم العلم الشرعي؛ لتنفعا نفسيكما وأمتكما، ففي ذلك النجاة والعصمة، ثم اعملا بهذا العلم الذي تعلمتماه، ثم ادعوا إلى الله على بصيرة. متبعين الرفق واللين، صابرين على الأذى الذي ينالكما في طريق الدعوة إلى الله عز وجل.

وتمسكا بما أوجب الله وعضا عليه بالنواجذ، واستكثرا من النوافل، وتزودا منها فهي سبيل نيل محبة الله للعبد، وليكن هم كل منكما هو مرضات الله تعالى حيث كانت، فحيث استعملك الله عملت لدينه ونصرته، وفق استطاعتك وبحسب جهدك.

وأما ما ذكرته عن صاحبك من رجمه بالغيب بدعوى اليقين، فأمر لا دليل على مشروعيته، فعليه أن يجتنب هذا؛ فإن الغيب لا يعلمه إلا الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني