الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

افتتان الرجال بالنساء قد يكون بسبب منهنّ وقد يكون بسبب التهاون في معاملتهنّ

السؤال

لقد قلتم في إجابه السؤال: 2764604: إن المراد بهذا الجزء من بالحديث: (أذهب بلبّ الرجل الحازم، من إحداكنّ): أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقصد أنها تفتنه، وتذهب بعقله، فلماذا يحدث هذا؟ فقد سمعت من إحداهنّ أنها تذهب بعقله بسبب ذكائها، فهل هذا القول صحيح، أم إن الموضوع ليس له علاقه بالذكاء، أو بشيء تفعله النساء، وليس بتدخل منهنّ، وإنما ذهاب العقل لمجرد شهوة الرجل نفسه، وفتنته بهنّ، وحبه لهنّ -بعيدًا عن أي شيء يفعلنه-؛ فذلك الذي يُذهِب عقله؛ لارتكابه المعاصي، ولتعلقه وفتنته بهنّ، أو يذهب عقله مثلًا لجمالهنّ، والأمر يمكن أن يتطور للجنون، وارتكاب الجرائم، إن لم يحصل عليها، دون تدخل من المرأة أو ذكائها، فأي القولين أصح؟!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد،

ففتنة الرجال بالنساء لا يلزم أن يكون بسبب من جهة المرأة، فقد يكون بسبب من جهتها، وتصرف من قِبَلها، فبدهائها يصدر عنها من الحيل والخداع، ومن القول أو الفعل ما تستميل به الرجل إليها؛ ولذلك جاء قوله تعالى: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ {النور:31}، وقوله سبحانه: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا {الأحزاب:32}.

وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهنّ كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.

ومن هذا الباب ما كان من امرأة العزيز مع نبي الله يوسف -عليه السلام- وسعيها لفتنته؛ فعصمه الله بدِينه وإيمانه.

وقد يكون السبب من جهة الرجل، وتهاونه في أمر التعامل مع النساء؛ ولذلك جاء التحذير للرجال من فتنة النساء، والأسباب الداعية إليها، قال الله عز وجل: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ {الأحزاب:53}، وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.

وأما كون السبب هو ذكاء المرأة، فلم نطّلع على من ذكر ذلك من أهل العلم، وما اطّلعنا عليه بيّناه في الفتوى السابقة، وفي هذه الفتوى، فلا يتعلق الأمر بذكاء من المرأة، ونحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني