الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لمن اشترى جميع أنصبة إخوته مطالبة الأخ الذي يسكن معه ببيع نصيبه؟

السؤال

نحن أسرة مكونة من ثمانية أفراد -أربعة رجال، وأربع نساء-، وأنا أصغرهم، والكل متزوج ما عدا أخي الذي يبلغ من العمر خمسين عامًا، ويعمل في فرن، وأنا أعمل مدرسًا.
منذ عام 2014 بدأت أشتري أنصبة إخوتي في هذا البيت -الذي هو بيت أمّي-، وأسكن فيه حاليًّا أنا وأخي صاحب الخمسين عامًا غير المتزوج، وقد اشتريت جميع أنصبة الرجال والنساء، ما عدا نصيب أخي هذا، فهل لي أن أطالبه بأخذ حقه، والخروج من البيت، فهو يدخن، ولا يصلي، ولا يصوم رمضان؟ أم إن ما سأقدم عليه يغضب الله، فلا أفعله؟ وقد صليت صلاة الاستخارة، ومنتظر ردكم، لعل الله يجعل لي مخرجًا، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب. جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن رضي أخوك ببيع نصيبه من البيت؛ فلا حرج عليك في شراء نصيبه، وإخراجه من البيت.

أمّا إذا لم يرضَ ببيع نصيبه: فإن أمكن قسمة البيت بحيث يتميز نصيب كل منكما عن الآخر، فلك مطالبته بالقسمة.

وأمّا إذا لم تمكن قسمة البيت؛ فلك مطالبته بالبيع، وليس له الامتناع من ذلك، قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: وإذا كان بينهما دار، أو خان كبير، فطلب أحدهما قسمة ذلك -ولا ضرر في قسمته-، أجبر الممتنع على القسمة. انتهى.

وقال ابن تيمية -رحمه الله-: كَلُّ مَا لَا يُمْكِنُ قَسْمُهُ، فَإِنَّهُ يُبَاعُ، وَيُقْسَمُ ثَمَنُهُ إذَا طَلَبَ أَحَدُ الشُّرَكَاءِ ذَلِكَ؛ وَيُجْبَرُ الْمُمْتَنِعُ عَلَى الْبَيْعِ. وَحَكَى بَعْضُ الْمَالِكِيَّةِ ذَلِكَ إجْمَاعًا. انتهى من مجموع الفتاوى.

وإذا كان أخوك على الحال التي ذكرت من ترك الصلاة والصوم؛ فهو على خطر عظيم، والواجب عليك أمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني