الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيهات حول الصداقة بين الأجنبيين

السؤال

أنا فتاة عمري 23 سنة، وطالبة في الجامعة. أنا على علم أن العلاقات قبل الزواج حرام، لكن للأسف لما كنت صغيرة، لم أكن على دراية لا بالمشاعر، ولا بمعنى علاقة.
قبل سنوات عديدة بدأت المشاعر اتجاه زميل لي في الدراسة، ونحن الاثنان متفوقان في الدراسة، الحمد لله. كان بيننا التنافس على طلب العلم وصداقة عفوية، لكن تحولت لحب، وظللنا نتواصل كأصدقاء، لكن كل واحد فينا على علم أن عنده مشاعر للآخر.
ولما بدأت أعرف أن العلاقات محرمة، بدأت أتجنب الحديث، لكن بقيت المشاعر، وكل ما نقول نبعد لا أستطيع، وهو أيضا متمسك بي، وصبر علي، وعلى الرغم من أنه بقي عام فقط ويتقدم للخطبة، فهو ينتظر فقط إكمال الدراسة، ويوفق في العمل إن شاء الله. لكن هذا العام بدأت أشعر أننا نفعل شيئا حراما مثل اللقاءات التي تقربنا لبعضنا. كلما فعلنا شيئا نشعر بتأنيب الضمير، وهذا الشيء سيقتلني نفسيا.
ودائما نصلي ونبكي ونتضرع، نخاف من العقاب، لكن تحدث أشياء تبقينا متمسكين أكثر. والمشكلة أنه بقيت سنة فقط ونتزوج، وعلاقتنا ستكون خاطئة فهي في الأصل حرام، لكن كانت مشاعر طفولية واستمرت.
أنا الآن خائفة من الأخطاء التي ارتكبت هذا العام، والتقربات التي حدثت. خائفة أن تسمى زنا، والله نفسيتي تعبت، ومتمنية أن يكمل هذا العام على خير، ولا يحدث لي بعدها ابتلاء. من الصعب أن تقطع علاقة مع شخص عندك ثقة فيه، وفي نفس الوقت أعلم أن هذه العلاقة محرمة.
محتاجة لنصائح لهذا العلاقة، أرجوكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك في أنه لا يجوز أن تكون هنالك علاقة صداقة بين المرأة ورجل أجنبي عنها، فهذه هي المخادنة التي كانت قائمة في الجاهلية، وجاء الإسلام بإبطالها وتحريمها، قال تعالى: مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ {النساء:25}، والأخدان: الأخلاء.

ولمزيد الفائدة، نرجو مطالعة الفتوى: 30003.

والرغبة في الزواج إذا وقع الحب في القلب أمر طيب، ثبت في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.

ولكن هذه الرغبة ليست مبررا شرعيا لاستمرار التواصل بين الأجنبيين، بل يجب قطع هذه العلاقة فورا، والسعي في المبادرة لإتمام الزواج ما أمكن. مع سؤال الله عز وجل التيسير، والنية الصالحة تعين في تيسير أمر الزواج، كما في الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف.

وننبه في الختام إلى أمرين:

الأول: أن مجرد المشاعر القلبية من الحب ونحوه لا مؤاخذة على صاحبه فيه، إن لم يترتب عليه أمر محرم من تواصل، ومحادثات لغير حاجة ونحو ذلك، ولمزيد الفائدة، نرجو مطالعة الفتوى: 4220.

الثاني: أن من بلغ سن التكليف ومسؤوليته عن أعماله لا يوصف بالصغر أو الطفولة، ونرجو مراجعة الفتوى: 26889، ففيها بيان علامات البلوغ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني