الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين كمال الله وكمال المخلوق

السؤال

بالنسبة لصفات الكمال: طبعا هي لله وحده، ولا يشاركه فيها أحد، لكن دخلتني شبهة، وهي في كمال المخلوقات: كيف يكون من المخلوقات من هو كامل، وهو لا يوجد كامل غير الله؟ كالنبي -صلى الله عليه وسلم- مثلا. موصوف بكمال الخلق والأخلاق. فكيف أفرق بين كمال الله، وكمال المخلوقات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الكمال المطلق الخاص بالرب -جل وعلا- هو منتهى الكمال وغايته الذي لا كمال فوقه، وهو الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه.

وأما الكمال الذي يوصف به المخلوق، فهو كمال بالنسبة إلى جنسه، فالمخلوق الموصوف بالكمال إنما كماله بالنسبة إلى غيره من المخلوقين، وهو كمال مشوب بالنقص إذا ما قورن بكمال الله المطلق.

قال ابن تيمية في الاستغاثة: فإن الكمال الثابت ليس محدودا يعلمه الناس كلهم، وما من كمال إلا وفوقه كمال آخر، والكمال المطلق الذي لا غاية فوقه لله -تبارك وتعالى-، وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "كمل من الرجال كثير [... إلى آخر الحديث] " ، وهؤلاء الكاملون بعضهم أكمل من بعض. اهـ

وقال ابن تيمية: الذي يستحقه الرب هو الكمال الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه، وأنه الكمال الممكن للوجود، ومثل هذا لا ينتفي عن الله أصلا، والكمال النسبي هو المستلزم للنقص فيكون كمالا من وجه دون وجه؛ كالأكل للجائع كمال له، وللشبعان نقص فيه، لأنه ليس بكمال محض، بل هو مقرون بالنقص.

والتعالي، والتكبر، والثناء على النفس، وأمر الناس بعبادته، ودعائه، والرغبة إليه، ونحو ذلك مما هو من خصائص الربوبية؛ هذا كمال محمود من الرب تبارك وتعالى، وهو نقص مذموم من المخلوق. اهـ من مجموع الفتاوى.

وانظر الفتوى: 409144. وراجع في علاج الوسوسة الفتوى: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني