الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع الأخت المقصرة في حق الله تعالى وفي حق والديها

السؤال

أنا أخ لثلاث بنات، أخلاق إحداهنّ صعبة، فهي تريد العمل لوقت متأخر، وتضع العطور، ولا تقبل النصيحة، وترفض الزواج، وتعامل والديّ أسوأ معاملة، وأبي رجل تجاوز 60 سنة، ولا يقوى عليها، وبه من الأمراض ما يكفيه، وأنا أخاف عليها جدًّا، وأرفض أن تنزل للعمل، فأنا شخص غيور جدًّا، ولا أستطيع أن أراها تنزل متأخرًا، ولا أن تضع المكياج، وأتكلم معها، ولا نتيجة، فما الحل مع مثل هذه الحالة؟ فقد تعبت، والبيت أصبح حزينًا من بكاء أمّي، وحزن أبي، ولا أعلم ماذا أفعل، فما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على غيرتك على أختك، وهذا من شأن أهل الإيمان؛ فقد ثبت في الصحيحين -واللفظ لمسلم- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه.

وقد ذكرت عن أختك جملة من الأمور المنكرة، وهي باب للفتنة والفساد، وإن من أخطر ما ذكرت عنها إساءتها معاملة والديها، فهذا يعني أنها عاقة لهما، وكفى به شرًّا وفسادًا.

فإن ثبتت هذه الأمور عنها، فلا شك في أنها بلغت غاية عظيمة في الإساءة، وأنها على خطر عظيم.

ومن أولى ما نوصي به: كثرة الدعاء لها بالهداية، وخاصة من قبل والديها؛ فدعوتهما مستجابة، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات يستجاب لهنّ، لا شك فيهنّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده.

نسأل الله عز وجل أن يرزقها الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى، وأن يصلح حالها، ويهديها صراطها المستقيم.

هذا بالإضافة إلى بذل النصح لها بأسلوب طيب، وليكن ذلك ممن يرجى أن تسمع لقوله، وتستجيب لنصحه من عقلاء الناس وفضلائهم، فإن استجابت وانتهت عن أفعالها الشنيعة، فالحمد لله، وإلا فانظروا الأسلوب الأمثل للتعامل معها؛ فإن رجوتم أن يكون هجرها، وترك الكلام معها قد يفيدها، ويكون زاجرًا لها، فلتهجر، وإن كان الهجر قد يزيدها عنادًا وفسادًا، ورجوتم أن يكون التودد لها، ومحاولة التأثير على قلبها وتأليفها أفضل، فاسلكوا معها هذا المسلك؛ فالهجر أو التأليف يختلف المصير إليه باختلاف الأشخاص والأحوال.

وانظر لمزيد الفائدة الفتوى: 21837، والفتوى: 29790.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني