الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب قطع كل علاقة محرمة مع الفتيات

السؤال

أنا في علاقة حب غير شرعية، فلست متزوجا بهذه الفتاة، ولكنني سوف أتزوجها عند انتهاء كورونا والأزمة. فهي في بلد، وأنا في آخر، ويربطنا الإنترنت. وفي يوم من الأيام كنا متعاركين، فخنتها مع فتاة أخرى عن طريق الإنترنت أيضا، ولم يحدث زنى أو تقبيل، فقط إباحية بالكلام أو التصوير، وما شابه.
السؤال هو: هل تعتبر خيانتي لفتاة ليست بيننا علاقة شرعية -أقصد زواج، وفقط بيننا علاقة حب- هل يعتبر ما حدث مع فتاة أخرى خيانة لهذه الفتاة التي بيني وبينها علاقة حب؟ وهل يجب أن أخبرها؟ خصوصا أنني على وشك خطبتها، والأوضاع الآن مستقرة، وليس بيننا مشاكل، ولله الحمد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه العلاقات التي شاعت بين الشباب والفتيات بدعوى الحب والرغبة في الزواج؛ فهي باب شر وفساد عريض، تنتهك باسمه الأعراض، وترتكب خلف ستاره المحرمات، وكل ذلك بعيد عن هدي الإسلام الذي صان المرأة، وحفظ كرامتها وعفتها، ولم يرض لها أن تكون ألعوبة في أيدي العابثين، وإنما شرع للعلاقة بين الرجال والنساء أطهر سبيل، وأقوم طريق بالزواج الشرعي، لا سواه.

ومن وقع في شيء من المعاصي، فعليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، ويستر على نفسه، ولا يفضحها، فلا يخبر أحدًا بمعصيته.

ومن الحماقة والاستهانة بأمر الله أن يراعي الإنسان جانب مخلوق بينه وبينه علاقة محرمة، ولا يراعي حقّ الخالق تبارك وتعالى، فيرتكب معصيته ربّه، ثُمَّ يخشى أن تكون خيانة في حقّ المخلوق، مع أنّها في حقيقتها خيانة لله تعالى.

جاء في تفسير الطبري -رحمه الله-: عن ابن عباس، قوله: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله)، يقول: بترك فرائضه "والرسول"، يقول: بترك سننه، وارتكاب معصيته. انتهى.

فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى، وذلك بقطع كل علاقة محرمة، والندم على ما مضى، والعزم على عدم العود.

وإذا كنت راغبا في زواج تلك الفتاة، وقادرا عليه، فبادر بالزواج، وإلا فانصرف عنها، واشغل نفسك بما ينفعك.

وراجع الفتوى: 127186، والفتوى: 1769.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني