الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرد على المتكبّر بنفس الأسلوب

السؤال

ذهبت مرةً مع زميلتي إلى مكان للنساء لممارسة الرياضة -مكان مغلق لا يدخله إلا النساء المسلمات أو الكافرات-، وقد نويت جعل لَبْس الرياضة البنطال، وعليه ما يستر، أي أني لا أكشف ما يصف ما بين السرة والركبة أمامهنّ، ويسمح باستخدام الهواتف المحمولة، ولم أَرْتَب من أحد، أو ألحظ تصرفًا غريبًا؛ وكان لباسي ساترًا، دون الحجاب الكامل؛ لأن المكان للنساء فقط.
وعندما قدمت إلى المكان، كانت المقدمة في المكان التي تجمع الأموال وتسجل المشتركات الجدد، قد تعرفت إليّ مع صديقتي هذه، وتعاملنا تعاملًا يسيرًا، وشككت في كونها مسلمة، وكانت هناك مدربتان مسلمتان تعملان في المكان، وبعد التعرف ودفع الثمن خرجت وأديّت رياضتي، وأثناء ذلك ذهبت لنفس هذه المقدمة لأخذ مفتاح الرف الذي أضع فيه أغراضي الخاصة؛ فسألتني عن اسمي، وعندما أخبرتها عرفتني أني تلك الفتاة المنتقبة؛ لأني ألبس النقاب -ولله الحمد- فعرفتني؛ وقالت لي: خذي المفتاح من هنا وأشارت إليّ، وكانت طريقتها في الكلام منفّرة مريبة، وكأنها تغيّرت فجأة، فحينها أخذت المفتاح، واستكملت عملي، وحينها كدت أن أتأكد أنها نصرانية، لكني لم أرَ الصليب على يدها.
وعند خروجنا وضعت المدربات المسلمات الحجاب على رؤوسهنّ للمغادرة، ولَم تضعه تلك الفتاة، وأخذت حقيبتها على ظهرها فقط، فاستيقنت في تلك اللحظة ومن المواقف السابقة أنها نصرانية، وأريد أن أذهب لذلك المكان -حتى وان لم أكن أنوي الذهاب-، لأرد على تلك النصرانية نفس أسلوب الحديث، ونفس أسلوب الغطرسة التنفيري الذي أبدته بشكل سريع وخفي، فهل هذا التصرف صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنقول في البدء: إن ما ذكرت من حيثيات، لا يلزم منها أن تكون هذه المرأة نصرانية؛ فعدم الالتزام بالحجاب قد يكون من بعض المسلمات الغافلات، وكذلك الحال فيما يتعلق بالطريقة الاستفزازية التي عاملتك بها هذه المرأة، يمكن أن تحصل من بعض المسلمات.

ولو أنك قلت لها في نفسها قولًا بليغًا، وأعطيتها درسًا في الأخلاق حين رأيت منها أسلوبًا منفرًا، وطريقة استفزازية في التعامل؛ لكان أمرًا حسنًا.

أما وقد حدث ما حدث، فلا نرى أن من الحكمة الرجوع إليها من أجل الكلام معها في هذا الأمر، فالأولى بك الاجتهاد في تناسي ذلك، وصرف همّتك ووقتك إلى ما ينفعك في دنياك وأخراك.

وننبه إلى الحذر من الذهاب لمثل هذه القاعات الرياضية التي قد لا تراعى فيها الضوابط الشرعية، ومن ذلك وجود الهواتف بأيدي النساء؛ مما قد يترتب عليه تصويرهنّ، وقد يحدث ذلك من حيث لا يدرين؛ وفي ذلك من المفاسد ما لا يخفى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني