الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين نية كفارة اليمين وصوم الاثنين والخميس

السؤال

أنا حلفت عدة مرات على أن أفعل كذا وكذا، ومع هذا لم أفعل، وكان هذا منذ سنين. وأكيد هنالك مرات حلفت فيها، وحنثت في اليمين في مواضيع أخرى، ولا أعرف كيف أتوب من ذلك.
أعرف أن عليَّ إطعام عشرة مساكين، ولكن لا أعلم الطريقة كيف. ممكن تشرحون لي بالتفصيل.
وإن صمت ثلاثة أيام لأني لا أمتلك المال، هل بإمكاني أن أوزعهم على الاثنين والخميس؛ لكي أكسب أجر السنة بنية واحدة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البداية ننبه على أنه ينبغي للمسلم أن يتجنب الإكثار من الحلف، لما في ذلك من الإشعار بعدم تعظيم الحالف لله، والله يقول: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ {البقرة: 224}. ويقول: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ {المائدة: 89}.

وقد سبق أن أوضحنا ماذا يجب على من حلف أيمانا متعددة، وحنث فيها, وذلك في الفتوى: 315358.

وكفارةُ اليمين تكون بواحد من ثلاثة أشياء على التخيير؛ وهي: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، كما في الآية الكريمة.

ثم بعد العجز عن جميع تلك الأنواع يجزئ صيام ثلاثة أيام، وقد ذكرنا الحالة التي يكفر فيها الحانث بالصوم, وذلك في الفتوى: 214255.

والصيام في كفارة اليمين -حال مشروعيته- يجزئ متفرقا ومتتابعا، وتتابعه أفضل.

وعليه؛ فيجزئ في هذه الحالة صيام أيام الاثنين والخميس، حتى تكتمل أيام الصيام، وراجع المزيد في الفتويين: 48055، 10567.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني