الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل تقويم الانحراف الناتج على العلاقات العاطفية

السؤال

أريد نصيحة. ماذا أفعل؟ ضميري يعذبني كثيرا.
عندي بنت أحبت شابا في الأردن، ونحن في السويد. اكتشفت أن هذا الشاب يستغل ابنتي عن طريق فتح الكاميرا لأموره الجنسية، ويريد أن يتزوج ابنتي.
وعندما تكلمت معه، أخبرني أن البنت تحبه، وأنا لم أثق في كلامه، بسبب أسلوبه الذي اتبعه مع ابنتي. فعملت لابنتي عملا قرأته على اليوتيوب لتكره الشاب وتتركه. لقد قرأت سورة الكهف مرتين على الماء. وعندها استيقظت ابنتي، ارتبكت ورميت الماء في الحمام. ومنذ ذلك الوقت وضميري يعذبني، وابنتي تغيرت معي جدا، ليس عندي غيرها يرعاني.
ماذا أفعل؟ انصحوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمما لا شك فيه أن مثل هذه العلاقات العاطفية بين الشباب والفتيات باب للشر والفساد، ولذلك حرم الإسلام مثل هذه العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية خارج إطار الزواج الصحيح، كما هو مبين في الفتوى: 30003.

فإن أقامت ابنتك علاقة مع هذا الشاب، فقد أتت أمرا منكرا، والشيطان بالمرصاد للإنسان في هذا الباب، فلذلك لا يستغرب أن يصل الأمر إلى حدوث ما ذكرت عبر آلة التصوير.

وينبغي تحري الحكمة معها في سبيل حملها من الفساد إلى الصلاح، ومن الانحراف إلى الاستقامة.

فنوصيك أولا بالدعاء لها؛ فدعاء الوالدين لولدهما مستجاب، ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات يستجاب لهن، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده.

والأولى أن يكون النصح ممن ترجون أن تستجيب لكلامه.

وعلى وليها أن يكون حازما معها قدر الإمكان، مع الحذر مما يمكن أن يوقعه في شيء من المساءلة إن كانت هنالك قوانين تحول بينه وبين ابنته والعمل على تأديبها وتوجيهها للخير.

ومثل هذا يبين خطورة الإقامة في بلاد الكفر، وأهمية هجرة المسلم إلى بلد من بلاد المسلمين يتمكن فيه من تربية أولاده على عقيدة وأخلاق الإسلام. وتراجع الفتوى: 144781.

ولم تبيني لنا حقيقة هذا العمل الذي عملته وقرأته على اليوتيوب حتى يمكننا الحكم عليه، وإذا قصدت بذلك ما ذكرته بعد من قراءة سورة الكهف في الماء. فلا نعلم دليلا على مشروعية ذلك في مثل هذه الحالة.

فعليك بما أرشدناك إليه من الدعاء لها، هذا بالإضافة إلى أن صلاح الوالدين يمكن أن يكون سببا لحفظ الأولاد وصلاحهم.

ذكر ابن جرير الطبري في تفسيره عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا {الكهف:82}. قال: حفظا بصلاح أبيهما، وما ذكر منهما صلاح. اهـ.

ونقل البغوي في تفسيره عن محمد بن المنكدر- رحمه الله- أنه قال: إِنَّ اللَّهَ يَحْفَظُ بِصَلَاحِ الْعَبْدِ وَلَدَهُ، وَوَلَدَ وَلَدِهِ، وَعِتْرَتَهُ، وَعَشِيرَتَهُ، وَأَهْلَ دُوَيْرَاتٍ حَوْلَهُ، فَمَا يَزَالُونَ فِي حِفْظِ اللَّهِ مَا دَامَ فِيهِمْ. اهـ.

وبخصوص حكم صب الماء المقروء عليه في الحمام، يمكن أن تطالع الفتوى: 255049.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني