الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط التكسب من العمل المحرم

السؤال

أنا شاب ملتزم -ليس بمعناه الحقيقي- لكني والحمد لله محافظ على صلاتي، وأخاف من الوقوع في المحرمات خوفا من الله.
لدى سؤال وهو أني الآن في بلد أجنبي، وأهل هذا البلد يعطونني من المال ما أسد به فاقتي وفاقة أهلي، ولكنني مهدد بالترحيل إلى بلد أجنبي آخر في أية لحظة من قبل سلطات هذا البلد.
وإن ذهبت إلى تلك البلاد هلكت وهلك من أعول من أسرتي، بسبب أني لا أملك المال الكافي لإعالة نفسي وأهلي، وأنا أعلم ذلك علم يقين؛ لأنني كنت في السابق في تلك البلاد لعام كامل. ويعلم الله أنني كنت آكل من القمامة ويتصدق علي المارة، ولم أستطع إعالة أسرتي أبدأ.
السؤال هو أنني في هذا البلد الذي أعيش فيه الآن، كنت أعمل، فمنعتني السلطات من العمل؛ لأنهم يريدون ترحيلي. وظللت مدة 4 أشهر من غير عمل، كنت أبحث خلالها عن عمل، فلم أجده، وعشت خلالها من الهم والغم ما الله به عليم.
والآن وجدت عملا (بالأسود دون علم السلطات) وبعد أن عملت، علمتُ أن عملي محرم: أعمل في مصنع لفرز الزجاجات وفيها زجاجات العصائر والخمور والمياه وغيرها، ولكن أغلبها زجاجات الخمور. وأعلم علم يقين أن عملي محرم، وأكره ما أقوم به. وأبحث جاهدا لأجد غيره.
ولكن السؤال:
1- هل يجوز لي أن أعمل لأكسب بعض المال لأسد به فاقتي وفاقة أهلي، إذا ذهبت إلى تلك البلاد، وأنا متيقن من الهلاك إذا ذهبت هناك؟
2- هل يجب علي ترك العمل الآن وفورا، مع العلم أنني أبحث جاهدا لأجد عملا آخر للتحول إليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك ترك هذا العمل المحرم؛ ما دمت تجد ما يكفيك وأهلك. ولا يجوز لك البقاء فيه بغرض الكسب، وادخار المال لدفع الحاجة في المستقبل إذا انتقلت إلى بلد آخر؛ فالعمل المحرم لا يجوز إلا حال قيام الضرورة، فما دمت غير مضطر في الحال؛ فليس لك رخصة في الكسب المحرم، وقد بينا حد الضرورة التي تبيح العمل المحرم، في الفتوى: 237145
ومن كان حريصاً على مرضاة الله واجتناب سخطه، وكان متوكلاً على الله فسوف يرزقه رزقاً طيباً، وييسر له سبل الكسب الحلال، ويكفيه ما أهمّه. قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ. {الطلاق: 2ـ3}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني