الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لمن عشق فتاة ولا يستطيع الزواج منها بسبب ماضيها السيئ

السؤال

منذ زمن وقعت في حب فتاة، وهي كذلك على حسب قولها وأفعالها، وبعد سنتين تقريبًا كانت حالتي النفسية مشوشة، ووقعت بيننا مشاكل، فانفصلنا، فتعرفت إلى شخص أقامت معه علاقة غير شرعية، وأزالت حجابها؛ بحجة أن أفعالها لا تتناسب مع الحجاب، وبعد خمسة عشر يومًا اكتشفتُ أنني لا أستطيع العيش دونها، ففعلت جميع الوسائل لترجع لي؛ حتى أنني طلبت الزواج منها، فرفضت، وقالت: إن هذا الشخص خطبها من أمّها، ولا تستطيع إيذاءه، ورفضتني رفضًا تامًّا.
بعد مدة فقدت عذريتها معه، وبعدها بسنة تحدثت معي، وقالت: إنها تريد قطع علاقتها معه؛ لأنه ملحد، مع أنها كانت تعرف موضوع الإلحاد من البداية، وأنا لم أستطع نسيانها كل هذه المدة، واكتأبتْ مما وقع لها، ووقفت معها حتى تعافت، ووقعتُ معها في الحرام، وأنا الآن أحبها، وهي تحبني، وأريد الزواج منها؛ لكنني لا أستطيع؛ لكوني لم أنسَ ما فعلته معي، ولكونها فقدت عذريتها مع شخص آخر، وفي كل مرة نتناقش تطلب مني عدم تركها، فقد يقع لها مكروه؛ لأنها مريضة بالسكري، وهي يتيمة، وأنا بدوري لا أستطيع، كما أنني لا أستطيع الزواج منها، فماذا أفعل؟ وما الحل؟ أجيبوني -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنود أن نبين أولًا أن هذا النوع من الحب الذي يكون بين كثير من الفتيان والفتيات أمر منكر، وباب من أبواب الشر والفساد، والتهاون فيه أمر خطير، يترتب عليه غالبًا ما يستوجب الندم، كما هو الحال فيما كان من العلاقة التي كانت بينك وبين هذه الفتاة من جهة، وعلاقتها مع الشاب الآخر من جهة أخرى؛ ولذلك شدد الشرع في أمر التعامل بين الرجل والمرأة الأجنبية، ووضع لها حدودًا، وشيّد حولها سياجًا متينًا يعين على الخير والفضيلة، ولمزيد الفائدة، راجع الفتاوى: 30003، 4220، 95684.

فالواجب عليكما المبادرة للتوبة النصوح، وقطع هذه العلاقة، ولمعرفة شروط التوبة، انظر الفتوى: 29785.

ولا شك في أنك لستَ ملزمًا بالزواج منها، ولكن إن تابت إلى الله، وأنابت لربها، وحسنت سيرتها؛ فتزوجها، خاصة وأن كلًّا منكما ما زال يحب الآخر، كما ذكرت، وقد ثبت في سنن ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

ولعلك إذا تزوجتها، وقصدت بذلك إعفافها أن يكون لك الأجر العظيم من الله سبحانه، وأن يبارك لك في هذا الزواج، فتسعد به في دنياك وأخراك.

واجتهد في تناسي ما فعلته معك، وما كان بينها وبين ذلك الشاب من علاقة، وما ترتب عليها.

وفي نهاية المطاف: إذا أمكن زواجك منها، فذاك، وإلا فليذهب كل منكما في سبيله، ولعل الله سبحانه يغني كلًّا منكما من فضله، ويرزقه من الأزواج من يعينه في دِينه، ودنياه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني