الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مداراة الأبوين يصرف الغضب

السؤال

أنا مغترب، ولله الحمد مع عائلتي، وقد جاء والداي لزيارتي. وبعد أشهر من مكوثهما عندي، بدأ أبي يغضب من زوجتي، بحجة أنها لا تلقي عليه السلام (أحيانا إذا نسيت) ويصفها بأنها متكبرة، ويقول أيضا إني ناقص الرجولة إذا حاولت تبرير ذلك له، وأني عديم التربية.
وهذا يحزنني جدا، ويضيق صدري حيث إني أب لطفلتين.
وللعلم زوجتي تحبني وأحبها، وهي غير مقصرة معي، وتطيعني ولا تخالف لي أمرا.
كلام أبي كرهني في كل شيء.
فماذا أفعل؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا نوصيك وزوجتك أولاً بالصبر على أبيك، ففي الصبر خير كثير، وعاقبته حميدة بإذن الله، ولمعرفة فضل الصبر انظر الفتوى: 18103.

فاصبرا حتى تنقضي أيام هذه الزيارة، فيعود والداك بانطباع حسن.

ثانياً: عليكما بالعمل على مداراة والدك، وإن كان محاولتك تبرير تصرف زوجتك تغيظ أباك؛ فأعرض عن ذلك، وذكر زوجتك بأن تكون يقظة لتفوت الفرصة على الشيطان حتى لا يوقع بينكم وبين أبيك.

ثالثا: إذا كرهت تصرفات أبيك السيئة، فلا حرج عليك في ذلك؛ لأن الإنسان لا مؤاخذة عليه فيما ليس في اختياره، قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.

ولكن كن على حذر من أن يصدر منك ما يؤذي أباك، فيحصل العقوق، والعقوق يقع بأدنى أذى تجاه الوالد، وانظر الفتوى: 99048، وهي عن ضابط العقوق.

رابعا: احرص على البر بأبيك مهما أساء، فإساءته لا تسقط وجوب بره بحال، ولعل هذا البر يعينك على التأثير عليه وكسب رضاه، وراجع الفتوى: 317761.

خامسا: وهي خاتمة هذه النقاط، أن تلجأ إلى الله سبحانه بالدعاء، وسؤاله أن يصلح ما بينكم وبين أبيك، وأن يحفظ الود ويقيكم الشيطان وشره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني