الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكل المال بالباطل معصية عظيمة تستوجب التوبة

السؤال

أعمل طبيبا وفي إحدى المرات أعطانا مدير المستشفى دفتر سندات وطلب مني أن أطلب من المرضى عمل بعض الفحوصات الإضافيه (مع العلم بأنها لم تفدنا في وضع التشخيص) واستلام النقود من المرضى وتقاسمها فيما بيننا وظل الحال هكذا لفترة من الزمن لا تتعدى الأشهر (بمعنى آخر التحايل على المريض وسرقة المال العام) وبعد ذلك تم نقلي, ولله الحمد فإن ذلك لم يدم طويلا, للعلم لم أدخر شيئا من هذه المبالغ لأنها بسيطة وكانت تذهب مصاريف يومية ، وسؤالي كيف أتطهر من هذا الذنب؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن ما فهمناه من السؤال هو أنكم تأخذون المال من المريض بحجة إجراء بعض أنواع الفحص له ثم لا تفعلون ذلك بل تقتسمون المال بينكم فإن كان كذلك فإن ما فعلته يعد أكلاً لأموال الناس بالباطل، وهو معصية عظيمة تستوجب التوبة منها وذلك برد هذه الأموال إلى أصحابها مع باقي شروط التوبة من الندم والعزم على عدم العودة والإقلاع عن الذنب.

ولم نفهم مرادك بقولك سرقة المال العام فإن كان المقصود أنكم تأخذون شيئاً من المال العام بغير حق فإن هذا لا يجوز والواجب رده ولكن لما كان لا يختص بمالك معين فيتعذر ردها إلى أصحابها كان سبيل التخلص من تبعتها هو التصدق بها على الفقراء والمساكين أو في مصالح المسلمين العامة وإذا كنت تجهل عددها فاخرج ما يغلب على ظنك أنه تبرأ بها ذمتك، قال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني