الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أحرم بنية القضاء ثم تبين أن لا قضاء عليه فهل تجزئ عن الحاضرة؟

السؤال

ذهبت إلى صلاة الظهر، وفي أثناء طريقي، اعتقدت أنني لم أصلِّ ظهر أمس؛ فدخلت في الصلاة بنية قضاء صلاة ظهر الأمس، وبعد انتهائي من الصلاة، تذكرت أنني صليتها بالفعل، فهل أعيد صلاتي أم لا؛ لأنني دخلتها بنية صلاة الأمس؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأعمال بالنيات، وما دمت نويت صلاة ظهر الأمس، فهذا يعني أنك لم تصلِّ ظهر اليوم؛ فيلزمك صلاتها، وتكون صلاتك الظهر التي صليتها نافلة، ولا تجزئك عن ظهر اليوم، قال ابن قدامة في المغني: وَإِنْ ظَنَّ أَنَّ عَلَيْهِ ظُهْرًا فَائِتَةً، فَقَضَاهَا فِي وَقْتِ ظُهْرِ الْيَوْمِ، ثُمَّ تَبَيَّنَ أَنَّهُ لَا قَضَاءَ عَلَيْهِ، فَهَلْ يُجْزِئُهُ عَنْ ظُهْرِ الْيَوْمِ؟ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ:

أَحَدُهُمَا: يُجْزِئُهُ؛ لِأَنَّ الصَّلَاةَ مُعَيَّنَةٌ، وَإِنَّمَا أَخْطَأَ فِي نِيَّةِ الْوَقْتِ، فَلَمْ يُؤَثِّرْ ...

وَالثَّانِي: لَا يُجْزِئُهُ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَنْوِ عَيْنَ الصَّلَاةِ، فَأَشْبَهَ مَا لَوْ نَوَى قَضَاءَ عَصْرٍ، لَمْ يُجْزِئْهُ عَنْ الظُّهْرِ. اهــ.

وقال ابن مفلح في المبدع: فَإِذَا ظَنَّ أَنَّ عَلَيْهِ فَائِتَةً، فَنَوَاهَا فِي وَقْتِ حَاضِرَةٍ مِثْلِهَا، ثُمَّ بَانَ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ، لَمْ تُجْزِئْهُ عَنِ الْحَاضِرَةِ فِي الْأَظْهَرِ. اهــ.
وقال البهوتي في الروض المربع: وينقلب نفلًا ما بان عدمه، كفائتة، فلم تكن. انتهى.

قال ابن قاسم في حاشيته على الروض: أي: وينقلب فرضه نفلًا إذا تبين عدم الفرض؛ لأن نية الفرض تشمل نية النفل. فإذا بطلت نية الفرض، بقيت نية مطلق الصلاة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني