الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء الوالدين يُرجَى به صلاح حال الولد في العاجل والآجل

السؤال

جدتي -عليها رحمة الله عز وجل- أصيبت قبل أن تموت بالكلى عام 1985 تقريبًا، وكان ذلك يستلزم أن تذهب إلى العاصمة وتغسل، وكان يرافقها أحد أبنائها، وكان بارًّا بها، ومريحًا لها، وكانت تدعو له، وبعد ذلك توفيت جدّتي -عليها رحمة الله عز وجل-، وحدثت لابنها بعد ذلك أمور جيدة سعيدة، وراحة في حياته، وتفريج كربات، وسمعت أكثر من مرة من أكثر من شخص أن أمّه دعت له، ولعلها ماتت وهي راضية عنه؛ لأنه كان بارًّا بها، خاصة في مرضها، فقد كان مساعدًا جدًّا لها في المرض، والسؤال:
1- جدّتي توفيت من أكثر من ثلاثين سنة، فهل دعاء الوالدين يستمرّ تأثيره، وبركته، وفتحه، ورحمته مع الإنسان كل هذه المدة الطويلة، وباستمرار من جلب الخير، ودفع الشر؟
2- هل يجوز أن تربط بين ما يحدث للإنسان من أمور جيدة سعيدة في الدنيا أو فك كربات وبين دعاء الوالدين، أم إن الأمر قضاء وقدر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أن بر الوالدين من أجلّ الطاعات، وأحسنِها أثرًا في صلاح حال العبد، فهو من أعظم شُعَب التقوى، وقد قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.

ودعاء الوالد لولده مظنة الاستجابة، فيرجى به صلاح حال العبد في العاجل والآجل، فقد روى أحمد، وأبو داود، والترمذي، وحسّنه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ، لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ.

فما حصل لهذا الرجل من استقامة الأمور، لعل برّه بأمّه كان سببًا فيها، ولعل دعاءها له مما نفعه الله به، وإن كان أحد لا يستطيع الجزم بذلك، لكن برّ الوالدين ودعاءهما من أسباب صلاح الحال، كما ذكرنا.

وكون ذلك يستمر مدة طويلة، ليس مستنكرًا في فضل الله، وواسع كرمه، وما أعدّه الله لعباده الصالحين في الآخرة خير وأبقى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني