الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أحكام إفشاء السر

السؤال

صديق طلب من أحد أصدقائه مساعدة في رسالة، وأرسلها له يذكر فيها بعض الأمور الخاصة، وقد طلب منه أن لا يخبر أحدا بهذا الذي ذكر في الرسالة.
فهل من عقوبة تنزل من الله على هذا المرسل إليه، إذا طلب منه المرسِل أن يمسح رسالته؛ فلم يفعل؟
وهل له الحق في هذا الطلب، بعد أن أرسلها إليه؟
وإذا أفشى هذا المرسل إليه سره، سواء أقسم على أن لا يخبر بها أحدا، أم لم يقسم، ولكنه وعد أن يفعل. فماذا عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن حفظ السر واجب، وإفشاءه محرم، وانظر الفتوى: 299254.

ويتأكد وجوب حفظ السر إذا أقسم الشخص على ذلك، فلا يجوز لهذا الشخص أن يفشي سر صديقه بحال، وهو عرضة لعقاب الله إن فعل ذلك.

قال المرداوي في الإنصاف: قال في أسباب الهداية: يحرم إفشاء السر. وقال في الرعاية: يحرم إفشاء السر المضر. انتهى.

وإذا كان إفشاء السر محرما، فإن فاعله عرضة للعقوبة في الدنيا والآخرة. وإن لم تبين النصوص ماهية هذه العقوبة.

وأما لزوم مسح الرسالة من جواله، فلا يظهر لنا، وإن كان الأولى أن يفعل، وبخاصة إذا خيف أن يطلع على ما في جواله أحد.

وننبه إلى أن من أقسم على حفظ السر ثم أفشاه، فعليه مع الإثم كفارة يمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني