الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نشر المقاطع التعليمية المحتوية على موسيقى تصويرية

السؤال

أنا مشرف على إحدى مجموعات الفيسبوك التي تشارك المعلومات في مجال التقنية بشكل عام، ودوري هو مراجعة منشورات أعضاء هذه المجموعة، وقبولها إذا كانت صالحة للنشر، ورفضها إن لم تكن صالحة.
وبعض الأشخاص ينشرون فيديوهات اليوتيوب الخاصة بهم، والتي تحتوي على معلومات تقنية مفيدة لبعض الأعضاء في المجموعة، ولكن جميع صانعي المحتوى يضعون موسيقى تصويرية في الخلفية، في بداية ونهاية الفيديو، أو أثناء الشرح، وأحيانًا تكون الموسيقى بصوت منخفض، وأغلب الأوقات تكون موسيقى دون كلمات، وإذا كانت بكلمات، فتكون باللغة الإنجليزية دون هدف معين، وأحيانًا تحتوي على لغو، وليس فيها كلام سيئ، وقليلًا ما تكون بلغات أخرى لا أستطيع فهمها، وأنا أقوم بحذف المنشور فورًا إذا كانت الكلمات سيئة، ولديَّ بعض الأسئلة:
1. ما حكم هذا الأمر؟ وهل أرفض نشر المعلومات التي في المقطع والمفيدة لبعض الأعضاء بسبب هذه الموسيقى؟
2. وإذا كانت حرامًا، فهل هو الذي سيتحمل ذنب هذه الموسيقى، أم إني سأشاركه ذنوب كل من شاهد المقطع بسبب سماحي بالنشر؟
3. من يقول بتحريم الموسيقى هم جمهور العلماء فقط، وليس الإجماع، والأحاديث الصريحة ضعيفة، والآية التي ذكرت كان المقصود بها شيئًا آخر، ويقول أيضًا: إنه أجاز بعض العلماء سماع الموسيقى والأغاني ذات الكلمات، ما دامت لا تحرّك المشاعر، وليس فيها إيحاءات، أو أي شيء بذيء، وتكون هادفة، فهل هذا صحيح أم لا؟ وأقصد في حالتي الموسيقى التصويرية فقط التي في خلفية مقاطع الفيديو، والتي تحتوي على محتوى علمي مفيد؟
4. هل التربح من هذا العمل حلال أم حرام؟ خصوصًا أنه ليس في نيتي نشر الموسيقى نهائيًّا، ولكن هدفي هو نشر العلم فقط، وماذا أفعل وجميع صانعي المحتوى يفعلون هذا الشيء إلا القليل منهم!؟ وليس العمل محصورًا على قبول مقاطع الفيديو هذه، ولكن على قبول الاستفسارات، وأسئلة الأعضاء في هذه المجموعة، ومساعدتهم ودعم الأعضاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الموسيقى محرمة مطلقًا عند عامة العلماء المعتبرين -ونُقل الإجماع على تحريمها-، ولا فرق بين الموسيقى الهادفة، أو التصويرية في خلفيات المقاطع، أو غيرها.

والقول بإباحة المعازف قول ضعيف شاذ، لا يعوّل عليه، وراجع في بيان أدلة التحريم وأقوال العلماء في ذلك الفتاوى: 5282، 54316، 35708، 212389، 171469، 232915.

والمقاطع التعليمية التي تحتوي على الموسيقى في خلفيتها بحيث لا يمكن استماع المقطع إلا باستماع الموسيقى، قد أفتينا في كثير من الفتاوى بحرمة الاستماع إلى تلك المقاطع ونشرها، كما في الفتوى: 189043، 121837، 137998، 124159. ويُخشى أن يكون في نشرها إعانة على الإثم، واشتراك فيه.

فينبغي لك منع نشر المقاطع المحتوية على الموسيقى.

فإن عجزت، فالأولى والأسلم هو ترك الإشراف على المجموعة؛ بعدًا عن إثم إقرار المحرم، والرضا به، وانظر الفتويين: 283147، 235891.

لكن نشر الأعضاء لتلك المقاطع التعليمية المحتوية على الموسيقى، لا يقتضي تحريم ما تكتسبه من إشرافك على المجموعة؛ فإنه لا تلازم بين الأمرين، كما هو ظاهر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني