الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القدر الكافي في كفارة المغتاب لمن اغتابه

السؤال

سألتكم عن طلب السماح من الذي اغتبته. فملخص جوابكم أني أستغفر لمن أتذكره، وأستغفر بصيغة عامة لمن لا أتذكره.
هل يجب أن أكتب أسماءهم وأدعو لهم بمقدار معين؟ أم يكفي أني ظللت أتذكر من هناك احتمال أني اغتبته أو ظلمته، ودعوت له ثلاثا، أو بما قدرت عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تبيّن لنا من خلال أسئلة سابقة لك، أن لديك بعض الوسوسة، نسأل الله تعالى أن يشفيك منها, وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها؛ فإن ذلك علاج نافع لها. وراجع للفائدة، الفتوى: 3086.

ثم إنه يكفيك الاستغفار, والدعاء لمن اغتبتهم, من غير تحديد أكثر. فاستغفر لمن تتذكره، واستغفر بصيغة عامة لمن لا تتذكره. ولا يجب عليك كتابة الأسماء.

قال ابن القيم في الوابل الصيب: يذكر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته، تقول: «اللهم اغفر لنا وله» ذكره البيهقي في الدعوات الكبير وقال: في إسناده ضعف.

وهذه المسألة فيها قولان للعلماء -هما روايتان عن الإمام أحمد- وهما: هل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمغتاب، أم لا بد من إعلامه وتحليله؟ والصحيح أنه لا يحتاج إلى إعلامه، بل يكفيه الاستغفار وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها. وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره. اهـ.

وقال النووي في الأذكار: فإن كان صاحب الغيبة ميتا أو غائبا، فقد تعذر تحصيل البراءة منها؛ لكن قال العلماء: ينبغي أن يكثر الاستغفار له والدعاء، ويكثر من الحسنات. اهـ.

وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 215656

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني