الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وشروط صحة الأذان

السؤال

ما هي أحكام الأذان؟ وهل يجوز الرد على أي مؤذن إذا كان يراعي هذه الأحكام أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

الأذان هو: الإعلان بدخول وقت الصلاة، بألفاظ مخصوصة.

وهو سنة مؤكدة على الرجال، وقيل: فرض كفاية في الصلوات الخمس المؤداة، والجمعة، دون غيرها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا حضرت الصلاة، فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم. متفق عليه.

ويشترط لصحة الأذان شروط:

1. دخول الوقت: فلا يصح الأذان، ويحرم -باتفاق الفقهاء- قبل دخول الوقت، فإن فعل، أعاد في الوقت، إلا أنه يجوز أذان الفجر قبل وقت الفجر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم. متفق عليه.

2. أن يكون باللغة العربية.

3. رفع الصوت به، بحيث يسمع بعض الجماعة، أو يسمع نفسه، إن كان منفردًا.

4. الترتيب، والمولاة بين ألفاظ الأذان.

5. أن يكون المؤذن مسلمًا عاقلًا مميزًا ذكرًا، فلا يصح أذان الكافر، أو المجنون، أو غير المميز، كما لا يصح أذان النساء.

ويكره أذان الفاسق.

ويشترط للأذان النية كذلك.

والمرأة لا أذان عليها.

ولا يشترط للأذان الطهارة، أو استقبال القبلة، أو القيام، أو عدم الكلام في أثنائه، ولكن يستحب ذلك.

ويسن أن يتولى الأذان من يتولى الإقامة، فإن أقام غير المؤذن، جاز.

والذي يصلى فوائت، فإنه يؤذن للأولى، ويقيم لكل صلاة؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق.

ويستحب لمن سمع الأذان، وكان الأذان في الوقت، أن يردده، وكذلك الإقامة، فيقول مثل ما يقول المؤذن، إلا في الحيعلتين، فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. وفي الإقامة (قد قامت الصلاة) يقول: أقامها الله وأدامها، وفي التثويب في صلاة الفجر (الصلاة خير من النوم) يقول: صدقت وبررت.

ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل الوسيلة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإن من صلى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة، حلت عليه الشفاعة. رواه الجماعة إلا البخاري.

ويستحب كذلك أن يقول حين يسمع الأذان ما ورد في حديث مسلم الذي يرويه عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال حين يسمع النداء: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وحده، لا شريك له، وأن محمدًا رسول الله، رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولًا، غفر له ذنبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني